بقلم: كمال فتاح حيدر ..
يولد الإنسان كصفحة بيضاء، ثم تأتي التجارب لتنقش عليها ما تشاء. ويتحرر الإنسان تماما عندما يتعلم التفكير. لكنه ينساق وراء القطيع عندما يلغي عقله ويقفل دماغه. وأسوء الناس حظاً هُم الصَّادِقُونَ في المجتمعات الكاذبة. فالإختلاف الرئيسي بين البشر والحيوان هو أن الحيوان لن يسمح أبداً لأغبى القطيع بتولي مهمات القيادة. .
قال لي صديقي الخليجي ذات يوم: (لقد أفتى الشيخ [؟؟؟؟] بتحريم التصوير. قال: ان التصاوير التي صورتموها سوف تُجمع يوم القيامة، فيضرمون فيها النيران ليحرقونكم بها، ولا يجوز التصوير إلا للضرورة التي لابد منها، وقال أيضاً: لا يجوز التصوير للذكريات، وأمرنا ان نطهر بيوتنا من التصاوير، فسارعت إلى إتلاف صوري في طفولتي وشبابي، ثم اكتشفت بعد سنوات ان صور الشيخ [؟؟؟؟] تغطي مساحات واسعة على واجهات منصات التواصل وفي اليوتيوب والتلفزيون). .
تكررت أكاذيبهم ومزاعمهم الإصلاحية في التمسك بقواعد التوصيف الوظيفي، وادعاءاتهم الخادعة باختيار الشخص المناسب للمكان المناسب. حول هذا الموضوع قال لي زميلي بالعمل: (في طفولتي كانت أمي تمنعني من مصادقة الأولاد الفاشلين. كانت تقول لي: أنت تلميذ مجتهد ومتفوق، وهم فاشلون يدخنون ويتكلمون كلاما بذيئا، ويهربون من المدرسة، ولا مستقبل لك معهم، لكنني اكتشفت بعد عشرين عاما ان معظمهم اصبحوا من اصحاب الدرجات القيادية الخاصة. يدعونني بكل احترام وسرور إلى بيوتهم لإصلاح الحنفيات، وتسليك مجاري الصرف الصحي، وغسل سياراتهم، وتقليم اشجار حدائقهم). .
إذا سمعتموهم يكررون العبارات التالية، من مثل: اثبت العلماء، أو اكد العلماء، أو تناقلت وسائل الإعلام، أو قال ناشطون، أو اكد شهود عيان، أو اثبتت المصادر، أو أكدت البيانات، فاعلموا انهم يكذبون عليكم. ذلك لأنهم كاذبون، ويعلمون أنهم كاذبون، ويعلمون أننا نعلم أنهم كاذبون، ومع ذلك يواصلون تسويق أكاذيبهم. .
كلمة اخيرة. من مزايا الشعب العراقي: الكرم، وكثرة الهموم، وسوء الحظ، والسهر ليلا، وفقدان الثقة برجال السياسة. .