بلاويكم نيوز

منولوجية العواء !

0

بقلم : حسين الذكر ..

لم تكن تلك أول مرة تخطو قدماي على وقع صمت الليل ، في أول كَلْكل للغسق ، لم تعد هناك إمكانية لتعديل خارطتي بعد أن ساقتني الأقدار إليه ، لم أحدده هدفاً مسبقاً يوماً ما ، ولم تعلمني المراحل كيفية التعاطي معه ، علماً أني لا أخجل من الاعتراف بظل الطريق ، مع الانقياد التام لمقود ظل قابض على مكنوني ومخرجاتي حد الاستسلام .
كاد الخوف يعتصرني لولا شبحية ضوءٍ في متعرجاتٍ تراءت قرباً مع بعدها المفترض ، لكني لم أكن أظنه نفقاً ، مع هشاشة الرؤية ، ورعش الانسياق ، إلا أني اتخذت منه دليلاً لعلي أعبر محطات طريق لم أسِر فيه من قبل ، ولم أفكر في الإتيان فيه مرة أخرى .
كلما تمايلت من وقع الأثر نبحت الكلاب بعيداً وقريباً مني .. شعرت أنها تنطق من وجداني ودواخلي ، ثم تساءلت ألف مرة عن ذلك الخيط الرفيع الذي ما زال يلاصق خطواتي منذ قديم الأزمان ، فلم ينقطع برغم اهتراء كيانه ، ما الذي يربطني بتلك الموجات النباحية الحانية تارة والمتوعدة تارة أخرى ؟
لست صديق طريق ، و لم أمتهن لعبة قطاع الطرق ، ولا أجيد فن الاستلاب ، لكن صداها يختلج أعماقي ، ويتقدُ فكرةً برأسي ، لعلني أتذكر مِن هذه المجاميع السائبة مَن كان منهم رفيقاً لي في ظلامات رحم أنجبنا بسفاح غريب و اتساق عجيب .
لم أعد أفكر بكيفية الوصول ، ولم أتذكر ما الهدف الذي عانيت وخاطرت من أجله ، فقد سلب الارتعاش والتيه لب رأسي ، وخمد من الخوف نبض قلبي حداً تيقنت فيه أن النهايات لا تختلف كثيراً عن البدايات سواء قبل استيعاب ضوضاء النباح أم بعده برغم تعدد النباحين !!

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط