بقلم: كمال فتاح حيدر ..
لا شأن لنا بما تقرره دولة الكويت في التعامل مع مواطنيها، فهي حرة تماما في التصرف معهم كيفما تشاء. لكننا في العالم العربي وعلى الرغم من ضراوة الحروب والاشتباكات في الجبهات الفلسطينية واللبنانية والعراقية والسودانية والليبية وإخبارها المؤلمة، ظهرت لدينا جبهة كويتية جديدة، اُعلنت فيها الحرب ضد أناس ولدوا في الكويت، وعاشوا فوق ارضها، وضحوا من اجلها، ثم وجدوا انفسهم بعد عمر طويل مطرودين محرومين من رعايتها، حتى كبار الفنانين الذين حملوا راية الكويت في الميادين الفنية والثقافية سقطت فوق رقابهم مقصلة الطرد والاستبعاد. تماما على عكس سياسة الحكومات الخليجية الرشيدة، التي قررت منح جنسيتها لرموز العلوم والفنون والآداب والرياضة. .
الباعث على الإزعاج ان الإعلامية (فجر السعيد) هي التي تغذي الحرب الكويتية بلسانها اللاذع وتعليقاتها المقرفة المثيرة للاشمئزاز. .
قرأت قبل قليل تعليقا منسوب اليها ضد الفنانة (نوال الكويتية) تطالبها بتغيير لقبها. تقول لها: (لو سمحتي شيلي الكويتية وحطي اسم ابوج ظاهر أو بلد المنشأ اللي جيتي منها). .
فالفنانة نوال ليست فنانة ومغنية فقط. . نوال سفيرة للفن والاخلاق، ونبل رسالة الفن ومعانيه. قدمت نوال للكويت الكثير جداً، وشرّفت وصانت اسم ديرتها بكل محل الى ان أقترن اسمها بأسم الكويت، وصارت محبة نوال الكويتية ثابتة بقلوب الناس. وهي التي غنت للكويت: (يا بلاد الخير وبلاد الأمان – انتي نبض قلوبنا – انتي نور عيوننا)، فطردتها الكويت وسحبت منها الجنسية. وهكذا تغير اسمها في موقع ويكيبيديا من نوال الكويتية إلى نوال البدونية. .
فإذا كانت دولة الكويت تتعامل مع الذين خدموها بهذه الطريقة الاستعلائية، فكيف سيكون تعاملها معنا نحن العرب الوافدين اليها ؟. وكيف ينظرون الينا بعد الآن ؟. .
نحن في كل يوم على موعد لسماع اخبار انتصارات الكويت على مواطنيها في حروب سحب الجنسية. وانتهت إلى الأبد تلك الأنشودة الجميلة: (كان اصل الكويت دعوة حب أينعت حولها قلوب نديه كان حكامها بنيها فأضحى شعبها حاكما وكان الرعية). .
كلمة اخيرة: أصعب شعور يلمسه المواطن عندما يشعر أنه اصبح ضيفاً في بيته، وعندما يصبح المنفى هو الملاذ الأخير للابتعاد عن نكد السلطات الحاكمة وضغوطاتها. فيكتفي بالصمت المظلم. .