بقلم : عمر الناصر ..
بتطور سريع ومفاجئ دخلت المعارضة السورية المسلحة على خط الازمة ومسرح الأحداث بعد فشل الجهود واجهزة الصعقة الدبلوماسية الرامية لانعاش العلاقة بين انقرة ودمشق ، ووأد مفاوضات الاستانة التي بدأت جولاتها في عام ٢٠١٧ بين النظام والمعارضة ، بدأت من خلال قدح شرارة التعبئة والتحشيد والتصعيد الذي تم التحضير له على مشارف مدينة حلب في ١٧ اكتوبر الماضي ، بعد ورود معلومات بأن عملية كان من المزمع القيام بها من قبل النظام لمباغتة ادلب حسب المصادر، لاسترجاعها مع المناطق المتاخمة لها عند الحدود السورية التركية والواقعة خارج سيطرته ولذلك تم تسمية هذه العملية “رد العدوان ” من خلال ضربة استباقية غير متوقعة للجيش السوري ، واذا ما امعنا النظر بتجرد سنجد ان عمليات الانغماس السريعة للمعارضة المسلحة كانت قد جاءت بضربات خاطفة وتوغل وسريع طبقاً لنظرية “الصدمة والرعب ” لتحقيق هدف الوصول لحمص والقصير اهم مناطق الامداد والتسليح ذوات البعد الاستراتيجي لدى محور المقاومة ولغرض قطع خطوط الامداد مع الجنوب اللبناني بعدها الانتقال الى محاولة السيطرة على طريق “M5″ الحيوي الرابط بين دمشق ومحافظات الشمال ، في وقت تذهب فيه القوات الامريكية و قوات سوريا الديموقراطية ” قسد ” المدعومة من التحالف الدولي لانهاء نفوذ النظام في القرى السبع الواقعة شرق نهر الفرات لتعيد لنا مشهد “الكماشة ” المشابه لدونيتسك و لوغانسك وصولاً لشبه جزيرة القرم.
ان استحواذ المعارضة المسلحة على مناطق كانت تسعى القوى الناعمة البقاء فيها يعد كسر لمعادلة ” ثنائية الشراكة والنفوذ ” في المنطقة، واذا دققنا النظر بالمشهد من خارج الصندوق سنجد اليوم بأن وضع المعارضة سياسياً وعسكرياً مختلف تماماً عما كانت عليه بين عامي ٢٠١١ و ٢٠١٩ ، نتيجة الفهم والقناعة والادراك بضرورة وجود فلسفة كسب كبار الحلفاء الدوليين، وزيادة الاصرار على عدم التماهي او البقاء في المنطقة الرمادية وضمان عدم استمرارية حالة السبات السياسي دون تأثير او تقدم للاستراتيجية التي يؤمنون بها، في الجانب الاخر فأن عدم قدرة النظام والجيش على تحديث التسليح قد يأتي بسبب تغيّر قناعة الروس بعدم جدوى استمرارية دعم الاسد في حرب خاسرة مع الشعب ومن غير المستبعد مستقبلاً اكتفائهم فقط بحماية مدن الساحل السوري وطرطوس واللاذقية وبانياس ضمن الحماية الدولية، في وقت توجد هنالك مخاوف من استغلال حالة اللااستقرار والفوضى ونقل الصراع الى العراق الذي تم نفيه في خطاب الجولاني وحسب رأيي فأن هذا يدخلنا لثلاث سيناريوهات :
- السيناريو الاول : مغازلة وتخدير وطمأنة العراق مؤقتاً لمنع دخوله على خط الازمة لحين الانتهاء من عملية اسقاط الاسد.
- السيناريو الثاني : دخول المنطقة في “الفوضى الخلاقة” من خلال استقطاب التنظيمات المسلحة والجهاديين هناك خلال الفترة المقبلة.
- السيناريو الثالث : صمود النظام في مناطق النفوذ الخاضعة له في حال استمر الدعم الخارجي له من عدمه مما يعني احتمالية تعقيد المشهد والدخول بحرب اهلية دموية قبل التقسيم .
انتهى /
خارج النص / المثل الافريقي يقول لاتخبر التمساح انه قبيح قبل ان تعبر النهر.