بقلم : هادي جلو مرعي ..
يقرأون سورة الزلزلة لتقريب المعنى، فهي تتحدث عن المستقبل، وعن القيامة والنشر، ورؤية الأعمال، ويحاول البعض إلصاق السورة بحدث أرضي يتكرر منذ تشكيل الكوكب، ووضعه في مدار كوني، ويتسبب بمقتل البشر، وتهديم دورهم، وتركهم في العراء، ولكن مانفعل وهو قدرنا أن نتحمل قيامة الطبيعة، ومايسمونه غضب الطبيعة التي تجود علينا بالماء والبراكين والأعاصير والثلوج والزلازل المروعة، وكلها من عجائز الطبيعة التي نشأت، وكبرت، وشاخت مع الكوكب الذي نراه يحتضر، ولانفعل شيئا، بل نجتهد في تحضير جنازته وتشييعه، وكأننا نتجاهل أننا سنشيع معه الى مقبرة كونية لاخلاص منها، ولاتنفع معها كل قمم المناخ التي تعقد لإستعراضات الزعماء ببذلاتهم الفاخرة، وأحذيتهم التي تلمع على ضوء الكاميرات.
تذكرت بالأمس زلزال مدينة الأصنام في الجزائر، وزلزال بام في إيران وزلازل أصابت روسيا وإيطاليا واليونان وكولومبيا واليابان وأندونيسيا والولايات المتحدة، وجال في ذاكرتي زلزال القاهرة الذي جسدته السينما المصرية، وماينتج عن ذلك من خسائر في الأرواح والعمران والإقتصاد، وكيف تتغير حياة مجموعات بشرية، وقد ينتفع البعض ويتضرر الملايين من البشر.