بقلم : د. سمير عبيد ..
تمهيد مهم !
قبل ايام قليلة جدا كتبت ونشرت مقالاً او نداءاً بعنوان (نداء للمرجعية وشرفاء العراق .. امنعوا مشروع إحراق بغداد الذي يُعَدْ!) وخصيت به المرجعية الشيعية في النجف ” مرجعية السيد السيستاني / حفظه الله ” والشرفاء والوطنيين من ابناء الطائفة السنية الكريمة في العراق وعقلاء الشيعة العرب في العراق . وكان الدافع الذي جعلني أكتب هذا النداء العاجل هو ماوصلتني من معلومات مؤكدة ومن مصادر موثوق بها .وتابعناها بحذر وسرية فوجدناها حقيقة صادمة.
والمتمثلة ب :
١-هناك استعدادات بشرية ولوجستية وتنظيمية مع وتيرة تثقيف خطيرة في بعض المدن ” السنيّة” وضواحي بغداد من قبل طائفيين وحاقدين ومستأجرين ومرتبطين بخلايا متطرفة وارهابية للشروع بالانقضاض على العاصمة بغداد وعلى طريقة ( ماحصل في سوريا ) وهناك اتصالات وضغوطات وتهديدات بدأت تصل إلى قيادات سياسية وعسكرية وامنية وسنية .وان التعبئة السرية قائمة بالفعل.وان حصل هذا سوف تكون كارثة، وسيكون آخر مسمار في نعش دولة اسمها العراق .وهذا لن يخدم الجميع. ولن يخدم السنة قبل الشيعة . وسوف يعطي مبرر لتدخل عسكري إيراني سافر بحجة حماية الشيعة العراقيين وبحجة حماية المقدسات الشيعية وصولا إلى صلاح الدين. فننصح بايقاف هذا المخطط الخطير !
٢-وبالمقابل هناك أطراف شيعية عاشقه للسلطة وحتى عاشقة لتقسيم العراق وليس لديها غير الخطاب الطائفي ليكون الجنوب العراقي تحت سلطتها وسطوتها” هكذا تخطط وهكذا تحلم” . لذا هي مستأنسه لِما جاء في النقطة (١) وشعارهم ( فلتحترق بغداد مادام نضمن دولة خاصة بنا في جنوب العراق وتكون مرتطبة بإيران، ومادام نُفشل مشروع التغيير القادم في العراق بإشراف دولي وولادة نظام وطني) فهذا جنون وغدر للعراق ولشيعة العراق، وغدر للمجتمع الدولي نفسه الذي أعطاهم سلطة ودولة منذ ٢١ سنة ولم ينجحوا بادارتها جملةً وتفصيلاً فقرر المجتمع الدولي دعم العراقيين بولادة نظام سياسي وطني بديل !
نقطة نظام !
ان الأستئناس لدى الأطراف الشيعية المتطرفة والأطراف الشيعية الطائفية التي ولاءها للخارج للمخطط الذي بدأ يشتغل عليه الدواعش والقاعدة والتنظيمات الإسلامية السنية والذي حذرنا منه في المقال الاول وهذا المقال هو لصناعة ثقافة وفكر في الواقع الشيعي ان هناك ( اسلام أموي ) قادم لذبح الشيعة وهدم مقدساتهم …. فعليه ان تكون هناك تعبئة ل( إسلام عباسي / ان صح التعبير ) يقوده الشيعة ” عشاق السلطة والطائفيين الكارهين للعروبة ومعهم الموالين للخارج “بحجة الدفاع عن الشيعة من طلائع مايسمى بالإسلام الأموي و بالسفياني .. الخ !
نعود ونطرق باب المرجعية الشيعية في النجف
أولا :
نكتب مرة أخرى إلى المرجعية الشيعية في النجف/ مرجعية السيد السيستاني حفظه الله . خصوصا بعد ان وصلتنا مئات الرسائل والاتصالات من جماعات وشخصيات سياسية واجتماعية ونخبوية سنية تؤيد ( عقد مؤتمر في النجف وبرعاية المرجعية الشيعية ) وكذلك هناك تأييد من اطراف شيعية وطنية وعاقلة وقلبها على العراق لعقد هذا المؤتمر الذي يجب ان تحضره رموز المرجعيات الشيعية والسنية والكردية والاقليات بالدرجة الاولى ومن ثم يحضره المختصون في الأمن لولادة ميثاق وطني جديد ( ولا تحضره الكتل السياسية ولا الحكومة) ..وبالطبع هناك اتصالات ورسائل قد وصلتنا ايضاً تستنكر تدخل رجال الدين والمرجعيات الدينية وتحملها ماحصل ويحصل في العراق ” وهذا رأيها ويجب احترامه ايضا” !
ثانيا : لماذا كتبنا النداء الاول ونكتب النداء الثاني هذا للمرجعية الشيعية في النجف ؟
كتبنا ذلك بسبب المخاطر الخطيرة والجسيمة التي بدأت تحاك لبلدنا وشعبنا ونوهنا اليها في النداء الاول وهذا النداء وهي خطيرة وحقيقية . ولكن الاهم والذي جعلنا نكتب هذا النداء ( النداء الثاني ) هو شعورنا ان هناك ( لحظة تاريخيّة للتصحيح في العراق ) ولابد للمرجعية الشيعية ان تلتقطها لإنقاذ العراق والشعب العراقي .وسوف تجنب العراق التدخل الدولي وتجنب العراق مايُخطط له المتطرفون واصحاب الولاءات الخارجية من( السنة والشيعة ) الذين يريدون احراق العاصمة بغداد وتقسيم العراق والعراقيين !
ثالثا:- أنا مواطن عادي مؤمن بالله واعمل لعراق مدني فيه عدالة اجتماعية وسيادة القانون واحترام حقوق الانسان تمهيدا لمشروع العدل الالهي. واعطيت من اجل هذا تضحيات جسيمة على المستوى الشخصي والعائلي . وبما اني شيعي فمن حقي الشرعي والوطني ان اخاطب المرجعية الشيعية وأُخاطب سماحة المرجع الأعلى السيد علي السيستاني حفظه الله تعالى من اجل منع الفتن المترادفة والقادمة .ومنع تقسيم العراق، ومنع احراق وتدمير العاصمة بغداد ،ومن اجل انهاء التبعية للخارج ومهما كان نوعها. فنناشد المرجعية والمرجع الشروع بعقد ( هذا المؤتمر الديني الاخلاقي الوطني الشرعي ) لإنقاذ العراق ونحن على يقين سوف يُدعم من جميع ابناء الوطن العقلاء والشرفاء وعشاق العراق والوحدة الوطنية والمجتمعية .وسوف يُدعم بقوة من المجتمع الدولي لانه سيجنب العراق كوارث قادمة وليس كارثة واحدة .
اللهم اشهد اني قد بلغت !
وحفظ الله العراق والعراقيين !
سمير عبيد
١٠ ديسمبر ٢٠٢٤