بقلم: كمال فتاح حيدر ..
في سوريا ثلاثة جيوش اجنبية، وعشرات الميلشيات المتهورة، تتبول كلها فوق قمة جبل الشيخ وقمة قاسيون بينما يخبرنا الإعلام العربي ان الأمطار تهطل هناك بغزارة. . .
عندما ندافع عن وحدة الأراضي السورية لا يعني ذلك اننا ندافع عن نظام بشار. وعندما نخشى على سوريا من التقسيم والتجزئة لا يعني اننا نتمنى عودة الطغاة والمستبدين إلى سدة الحكم. .
انظروا إلى ما يجري امام أعينكم على أرض الواقع. فما ان انهار النظام حتى زحفت الزواحف من جهة الجولان معبرة عن رفضها لاتفاقية فض الاشتباك المبرمة عام 1974، فتوغلت قواتهم داخل المنطقة العازلة، ثم شن سلاحهم الجوي غاراته المكثفة لتدمير قواعد الصواريخ: (سام)، و (بينتشروا)، و (إس ۳۰۰) الموزعة في اماكن متفرقة، ولم تتبق منصة واحدة أو رادار عسكرى صالح للعمل بعد الآن. .
كانت طائراتهم تسرح وتمرح في السماء مستهدفة مواقع الطائرات السورية في (المزة) حتى حولتها إلى أكوام من الخردة المبعثرة، ولم تسلم مخازن الأسلحة الرئيسية والفرعية من الدمار والخراب، وتواصلت غاراتهم ضد قواعد الصواريخ الباليستية (أرض أرض)، ثم تقدمت دباباتهم نحو القنيطرة، فاستحوذت على المنطقتين (A و B) وكل قراها، حتى صاروا على مسافة 25 كيلومترا من دمشق نفسها، بينما ينشغل عامة الناس باستعراض الأواني واللوحات في القصر الجمهوري. .
لقد استولت الزواحف على محطات التجسس الروسيه بمحافظة درعا، وإحتلت بعض الأجزاء من إدلب، ونصبت راداراتها فوق المرتفعات الإسيتراتيجيه للسيطرة على جنوب لبنان من أعلى نقطة، وهكذا استغلوا سقوط سوريا فدمروا كل ما تمتلكه من أسراب طائرات ميج 29 إلى جانب بعض الرادارات ومستودعات الأسلحة. وكأنهم يريدون تجريدها من المقاتلات والدفاعات الجوية. اما القواعد البحرية في طرطوس واللاذقية والمرافئ الأخرى، فقد تعرضت فيها السفن والزوارق الصاروخية والفرقاطات الحديثة والسفن الحربية المساعدة للتدمير الشامل، وتحولت إلى انقاض جاثمة تحت الماء أو متناثرة فوق الأرصفة. ثم دمروا مراكز البحوث العلمية، والمنشآت العسكرية، والسفن والطائرات الحربية، وسوف يندم السوريون مثلما ندم الليبيون والعراقيون، ويتحسرون كثيرا على غياب سيادتهم وتمزق وحدتهم وضياع مستقبلهم. .
اما اغرب ما سمعته في خضم هذا البركان، فهو قول احد المسلحين من داخل دمشق: (اليوم حررنا سوريا وغدا نحرر فلسطين من قبضة اسرائيل). يقول هذا الكلام واسرائيل نفسها جاءته إلى عقر داره لتبسط نفوذها على ريف دمشق. .