بلاويكم نيوز

العالم يراقب: محاولة إيران الالتفاف على العراق نحو سوريا!

0

بقلم : د. سمير عبيد ..

أولا: لا روسيا تنسى غدر تركيا بها في سوريا من خلال قيادتها للتنظيمات الاخوانية والسلفية والمتطرفة والإرهابية وإسقاط اتفاقية ستانة ثم اسقاط نظام بشار الأسد . ولا الإمارات ولا السعودية تنسى غدر دولة قطر من خلال دعم وتمويل تركيا وتلك التنظيمات للتوغل في سوريا وإسقاط نظام الاسد الذي سعت الرياض وابو ظبي لأخذه من ايران ومحور المقاومة نحو المحور الاميركي والدول العربية المعتدلة ،وفتح باب المصالحة الوطنية في سوريا، واعادة كتابة الدستور السوري الجديد ، واحداث تغييرات سياسية سلسه مقابل اعادة بناء سوريا وبموافقة اسرائيلية!
ثانيا: لذا فالمستنقع السوري سيبتلع تركيا ومجرد وقت ليس إلا لانها خانت جميع الدول التي وردت أعلاه . واما التنظيمات السورية المسلحة فسوف تأكل بعضها البعض وبنفس المشهد الافغاني. فعندما انتصرت الحركات الافغانية وحركات المجاهدين العرب بطرد روسيا من افغانستان مباشرة بدأ الصراع على السلطة والنفوذ وحدثت الانشقاقات داخل جميع التنظيمات الجهادية . وعندما حدثت الانشقاقات داخل التنظيمات الافغانية برز تنظيم القاعدة وبن لادن إلى آخر الفصول التي عرفناها . فالمشهد سوف يتكرر في سوريا . وان العراق سوف يكون بموقع باكستان بالنسبة لافغانستان .وكذلك نوعا ما الأردن الذي تتربع في جوفه تنظيمات الاخوان المسلمين والتنظيمات السلفية التي لديها طموحات عالية وخطيرة … الخ !
ثالثا : انتصارات اسرائيلية !
أ:-اسرائيل من جانبها حققت انتصارات استراتيجية بُعيد سقوط نطام بشار الأسد. فعلى المستوى السوري فهي :
١-ابتلعت هضبة الجولان وصنعت بعد الجولان منطقة عازلة داخل الأراضي السورية قضمت بموجبها اراضي ومساحات من محافظة ( القنيطرة ) وباتت قريبة من العاصمة دمشق.
٢–اسقطت اسرائيل اتفاقية ايقاف الحرب وإحلال السلام بين سوريا وإسرائيل عام ١٩٧٤ وبموجب ذلك اصبحت الأمور مفتوحة حتى لاحتلال دمشق وسوريا !
٣-قامت إسرائيل باحراق وتدمير مخازن السلاح والمطارات والطائرات الحربية والسفن الحربية والصواريخ والدبابات وتدمير المعاهد البحثية والمقرات المهمة التابعة لصنوف الجيش السوري و على طول الجغرافية السورية.
ب:-من الجانب الأخر حققت إسرائيل انتصارا استراتيجيا على إيران ومحور المقاومة !
١-جميعنا نعرف ان إسرائيل نجحت بتدمير حركة حماس في غزة والتي تدعمها ايران على المستوى الاجتماعي والعسكري والتنظيمي والقيادي … ثم انتقلت إلى جنوب لبنان فنجحت باغتيال صفوة قيادة حزب الله وتدمير بنيته التحتية بنسبة كبيرة وتدمير البنية الاجتماعية والاقتصادية والتنظيمية وخنقه باتفاقية بموجبها اصبح لبنان تحت رحمة اسرائيل، ومن هنا اصبح لبنان من حصة الولايات المتحدة ( وكل ذلك كانت ضربة موجعة لإيران )
٢-ثم اخذت إسرائيل زمام المبادرة بالحرب الجوية والاستخبارية لإجتثاث التواجد والانتشار الإيراني في سوريا وقطعت شوطاً كبيرا بنية انهاء الامداد اللوجستي لحزب الله من جهة لبنان ومنع تأسيس جبهة من الجولان ضد اسرائيل بقيادة إيرانية وحتى جاء سيناريو اسقاط نظام بشار الاسد وهنا خسرت ايران سوريا بنسبة ١٠٠٪؜ وهي الخسارة الاستراتيجية الثانية بعد خسارتها لحزب الله بنسبة ٨٠٪؜ .
٣- والهام جدا:
حققت أسرائيل انتصاراً ساحقاً عندما نجحت بتأسيس خط جوي مختصر في حالة قررت ضرب إيران ( وهناك سيناريوهات بهذا الاتجاه ) حيث اصبحت السماء السورية مباحة للإسرائيليين ثم السماء العراقية التي هي أصلا خارج الكونترول العراقي منذ ٢١ سنة ( طريق مباح لإسرائيل ولجميع الدول ان وافقت لها امريكا ) …. وهنا اصبحت الطائرات الاسرائلية لا تحتاج إلى ارضاع جوي في حال قررت اسرائيل ضرب إيران وهذا يعتبر انتصار ساحق لصالح إسرائيل !
رابعا :إيران ومحاولة استغلالها للعراق !
نستطيع ان نقول ان العراق في وضع يرثى له بسبب ضعف وتشرذم القرار الوطني في العراق. وانعدام الثقة بين الفريق السياسي الحاكم بسبب تعدد الولاءات للخارج. وهناك هيمنة واسعة لحلفاء ايران على القرار العراقي .لذا باشرت ايران باعادة ترتيب اوراقها من خلال دفع العراق نحو التقارب مع جبهة الجولاني في سوريا ودعم الواقع الجديد في سوريا( وللأسف بدأ العراق يتوسل ويتسول رضا الجولاني والتنظيمات المسلحة في سوريا وكله بضغط إيراني )لكي يكون الطريق معبد لإيران نحو سوريا من خلال العراق.
خامسا : وهذا يعني ان القيادة العراقية لازالت دون مستوى الطموح. ولا زالت بحضن إيران. ولا زالت تعمل لصالح المصالح الإيرانية ولم تستوعب الدروس وتستغل الاحداث لكي تعمل للمصالح العراقية … فيفترض بالسلطات العراقية جعل ( الجولاني ) لا ينام الليل من خلال تقديم شكاوى إلى مجلس الامن والى الجنائية الدولية والى جنيف ضد الجولاني وجماعته لان الجولاني وجماعته قتل المئات من المواطنين العراقيين عندما كان الساعد الايمن للأرهابي ابو مصعب الارهابي ومن ثم اصبح المساعد إلى الأرهابي ابو بكر البغدادي ثم ممثل زعيم القاعدة في سوريا ايمن الظواهري ثم تأسيس جبهة خاصة به في سوريا بدعم تركي وقطري
والسؤال الكبير :
لا ندري متى يترك الساسة العراقيين ايران ويعملون للعراق ؟ ومتى يقفون عند حدهم ويحترمون بلدهم العراق ولا يجعلونه ورقة مساومة بيد إيران لصالح المصالح الإيرانية ؟

إلى اللقاء بتفاصيل كيف استنفرت بعض الدول بسبب محاولات ايران للالتفاف على العراق !
سمير عبيد
١٢ ديسمبر ٢٠٢٤

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط