بقلم : هادي جلو مرعي …
رواية الحزب تأليف الدكتور قيس العطواني، وهي في أرومتها تمثل تجسيدا لكفاح الشعوب ضدّ قوى التراجع والتسلّط التي تسعى إلى عودة الديكتاتورية ، وعنجهية الهيمنة القسرية ، والتحكّم بمصير البشرية متمثلة بـظلامية (الحزب) .. إنّها تشي بالاحتفاء الرائع برحيق الحرية والديمقراطية ، والسّلام والتحضّر والتقدّم في ظلّ الدولة المدنية الديمقراطية ..
رواية (الحزب) تضجّ بصور الصراع الذي تؤجّجه قوى الظلام والتسلّط المتمثلة بشخصية (القائد) ، وأعضاء (الحزب) الذين يخططون للهيمنة على الدولة المدنية من خلال عمليات خطف واحتجاز لقامات مثقفة ومتنوّرة تمثلت بشخصية القاص والروائي صالح أمين المعروف عراقيا وعربيا ، وشخصية د.سالم جواد التدريسي في الجامعة المستنصرية ورئيس تحرير صحيفة (الحرية) التنويرية ، والشخصية الدينية المعتدلة التي تمثلت بالشيخ خالد وأفكاره الإنسانية ذات الوسطية في طرحها الديني .
يقوم أعضاء ( الحزب) ، ومن أبرزهم شخصيات ( أبو البراء ، وجسّار محمود ، وأبو الأسيد ، وغيرهم ) بخطف هذه القامات المثقفة والمتنوّرة ووضعها في مقرّات خاصّة ، ومحاولة استمالتها بالترغيب والترهيب للعمل مع (الحزب) رمز القوى الظلامية من خلال التهديد بتصفية أفراد عوائلها جسديا، وإجبارها على ضخّ نتاج أدبي وثقافي وإعلامي وخطاب ديني مشوّه لأجل إجراء عملية غسيل كبرى لدماغ الشعب ، ومن ثم تهيئة الأجواء الملائمة للهيمنة على مقدراته والتحكّم فيه عبر دكتاتورية جديدة .
وتمثل الفريق الأمني المتصدّي لـ(الحزب) بمكتب مكافحة جرائم الخطف الذي ترأسه شخصية العميد ضرغام عبد القادر ومعاونيه.. لقد دخلت هذه الشخصيّات المثقفة المتنوّرة مع أفراد عوائلها ، والفريق الأمني في أتّون أجواء متنامية من صور الصراع الدراماتيكي مع قوى الشرّ في (الحزب) بأطر من الحوارات الفكرية المعمّقة ، والتجاذب في الطرح ، والتضاد في الرؤى والصور الذهنية الذي أدّى إلى تفاعل ملامح التضحية الإنسانية لأجل مواجهة المدّ الظلامي وأفكاره الرجعية ، ومن ثمّ ينتهي احتدام هالات الصراع إلى مشاهد مؤلمة وتضحيات عظيمة ودلالات إنسانية كونيّة وصولا إلى نهاية الرواية ..