بقلم : أياد السماوي …
مع بداية العد التنازلي للانتخابات النيابية ( المبكرّة ) التي ستجري في العاشر من تشرين الأول القادم , بدأت صورة التحالفات السياسية تأخذ شكلها النهائي تقريبا .. ويمكن القول أنّ الانتخابات النيابية القادمة ستفرز لأول مرّة بعد سقوط النظام الديكتاتوري حكومة غير توافقية , وهذا أمر مهم للغاية بغض النظر عمّن سيشّكل هذه الحكومة .. وقبل الحديث عن طبيعة وشكل التحالفات السياسية القادمة , أودّ أن أضع بعض تصوارتي المتشائمة عن هذه الانتخابات ( المبكرّة ) .. أولا , أنّ هذه الانتخابات ستكون الأكثر دموّية والأكثر تزويرا عن كلّ الانتخابات السابقة .. ثانيا , أنّ هذه الانتخابات لن تغيّر من الخارطة السياسية الحالية .. ثالثا , أنّ هذه الانتخابات لن تعيد استنساخ الرئاسات الثلاث الحالية .. رابعا , أنّ هذه الانتخابات سوف لن تؤدي إلى حكومة توافقية على غرار كلّ الحكومات السابقة التي أعقبت سقوط النظام الديكتاتوري .. خامسا , أنّ هذه الانتخابات ستشهد أكبر مقاطعة شعبية لها وسوف لن يشارك فيها غير جماهير الأحزاب الحاكمة , والكلمة الفصل في هذه الانتخابات ستكون لسلطة المال والسلاح ..
ومع بداية العد التنازلي لهذه الانتخابات , بدأت تتبلوّر صورة وشكل التحالفات السياسية لمرحلة ما بعد الانتخابات .. ويمكن القول أنّ هذه الانتخابات التي سيقررّ المال والسلاح نتائجها , ستعتمد على ما ستقررّه الدوائر الدولية والإقليمية من نتائج وهي التي ستحددّ طبيعة التحالفات لما بعد الانتخابات .. ومن المؤكد أن الصراع بين المكوّنات الرئيسية الثلاث على مناصب الرئاسات الثلاث سيكون محتدما ودمويا .. كرديا سيكون الصراع على أشدّه بين الحزب الديمقراطي الكردستاني وحزب الاتحاد الوطني على منصب رئاسة الجمهورية .. أمّا سنيّا فسيكون أيضا الصراع دمويا على منصب رئاسة مجلس النواب بين تحالف العزم وحزب تقدّم .. أمّا الصراع الأكبر والأخطر والأكثر دموّية فسيكون بين سائرون والحكمة والنصر من جهة , وبين الفتح ودولة القانون وحزب عطاء من جهة أخرى على منصب رئاسة الوزراء .. ويمكن القول في هذا الصدد أنّه بات في حكم المؤكد أن تحالفين كبيرين سيضمّ أحدهما سائرون والنصر والحكمة وتقدّم , ويضمّ الآخر الفتح ودولة القانون وعطاء والعزم , هما من سيتصارعا على تشكيل حكومة الأغلبية القادمة .. وسيكون أحد الحزبين الكرديين هو بيضة القبّان التي سترّجح كفة من سيشّكل حكومة الأغلبية .. وواهم من يعتقد أنّ هذه الانتخابات سيتّمخض عنها حكومة معبرّة عن رأي الشعب بمن سيحكمه .. وواهم أيضا من يعتقد أنّ الخاسر في هذا الصراع سيستسلم بسهولة وسيتقبّل نتائج هذه الانتخابات .. فالكلمة الفصل لمرحلة ما بعد الانتخابات ستكون لسلطة السلاح ولا غير السلاح .. وزيارة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي يوم أمس لمليشيا سرايا السلام ( غير الوقحة ) في سامراء هي رسالة خطيرة وصبّ للزيت على النار .. وأقول لرئيس الوزراء مصطفى الكاظمي كما قال المطرب اللبناني راغب علامة ( لا تلعب بالنار تحرق صبيعك ) , فأنت يا كاظمي لن يعاد استنساخك ولو انطبقت السماء على الأرض , وكذلك نسختي برهم والسلبوحي .. والذي هزم داعش ودولتها هو سلاح ومقاتلي المليشيات ( الوقحة ) وليس سلاح ومقاتلي ميليشيا سرايا السلام التي لم تشترك قط في أيّ معركة من معارك الشرف الكبرى ضدّ داعش .