كما هي الحرب على الفساد قشمرة بقشمرة بقشمرة .. كذلك هي الديمقراطية والعملية الانتخابية الناتجة عن هذه الديمقراطية هي الأخرى قشمرة بقشمرة بقشمرة .. فالعملية الانتخابية نتاج هذه الديمقراطية القشمرة هي كائن مشوّه ومعوّق كريه الشكل والمضمون ولا يقلّ قباحة وسوءا عن الديمقراطية الأم التي انبثق عنها .. وأجزم أنّ الجميع .. حاكما ومحكوما .. راكبا ومركوبا .. يعلم أنّ الانتخابات القادمة لن تكون نزيهة وشفّافة وعادلة وتعبرّ عن رأي الشعب بمن يحكمه , خمسة عوائق ستجعل من الانتخابات النيابية القادمة مجرّد أكذوبة لإعطاء الشرعية لمن سيأتي على سدّة الحكم ..
العائق الأول .. هو عدم حيادية المفوضية المستقلّة العليا للانتخابات .. فتقارير المتابعين تؤكد أنّ فروع المفوضية المستقلّة العليا للانتخابات في جميع المحافظات تخضع لسيطرة كتل سياسية بعينها , فسائرون تسيطر على فروع المفوضية في بغداد ومحافظات الفرات والجنوب , وحزب تقدّم يسيطر على فروع المفوضية في المحافظات الغربية , وحزبي الاتحاد الوطني والديمقراطي الكردستاني يسيطرون على فروع المفوضية في محافظات كردستان الثلاث .. وهذه السيطرة تضمن مقدّما سيطرة هذه الأحزاب على سير العملية الانتخابية من بدايتها حتى نهايتها ..
العائق الثاني .. هو البطاقة الانتخابية المستخدمة في هذه الانتخابات , فهذه البطاقة سبق أن استخدمت في الانتخابات النيابية الماضية ومورس فيها التزوير بشكل واسع وكبير , والأخبار المتواترة تفيد أنّ كتلا سياسية معروفة تحتفظ بأعداد كبيرة من هذه البطاقات القابلة للتزوير والمسّماة بالبطاقة العميّة , وعلى رأسها حزب تقدّم بزعامة رئيس مجلس النواب ..
العائق الثالث .. الأجهزة المستخدمة بالعد والفرز الالكتروني , فهذه الأجهزة ترسل البيانات من المحطة الانتخابية إلى المركز الانتخابي ، وهناك يتم فرز البيانات وإرسالها إلى القمر الصناعي ، بطريقة غير مشفرة عبر الأثير ، وتجمع بمركز في دبي بالإمارات ، ويتمّ معالجتها وإرسال البيانات إلى دولة أخرى مجاورة بسبب عدم وجود محطة أرضية بالعراق ، بعد ذلك ترسل إلى العراق ، مما يعني أن البيانات ترسل بالأثير بشكل غير مشفر .. وتجميع البيانات في مركز بدبي يجعل تغييرها بالكامل أمرا ممكنا , وهذا ما جرى في السابق وسيجري لاحقا ..
العائق الرابع .. السلاح المنفلت .. فالسلاح المنفلت بيد العصابات الخارجة عن القانون يجعل من نزاهة هذه الانتخابات أمرا مستحيلا , وهذه العصابات سيكون لها الكلمة الفصل في جميع المراكز الانتخابية ..
العائق الخامس .. المال السياسي الحرام .. فالكتل السياسية تملك من المال بما يمّكنها من شراء الأصوات بالقدر الذي يبقيها في الواجهة .. ومع غياب الوعي والتوجيه والشعور بالمسؤولية الوطنية والأخلاقية , يصبح المال الحرام طريقا سهلا لشراء الأصوات والذمم ……. ومن يعتقد أنّ الانتخابات القادمة ستكون خطوة نحو الخلاص فأقول له ( بدّل عقلك حبيبي ) ..