بقلم : أياد السماوي …
بعد تكليف رئيس الوزراء مصطفى عبد اللطيف مشتت , قائدين جديدين لقيادتي عمليات الكرخ والرصافة في العاصمة بغداد , على خلفية العمل الإرهابي الذي استهدف سوق الوحيلات في مدينة الثورة , وارتفاع عدد ضحايا هذا الخرق الأمني إلى أكثر من تسعين شهيدا وجريحا .. تكون مأساة سوق الوحيلات قد انتهت وأسدل الستار على هذه الفاجعة التي روّعت أهالي مدينة الثورة ليلة عيد الأضحى في سوق الوحيلات .. وتغيير القادة الأمنيين هو أسلوب لجأ إليه الكاظمي بعد انفجار ساحة الطيران في 21 / 01 / 2021 لامتصاص الغضب والنقمة الجماهيرية ورمي الخلل بخانة القادة الأمنيين وتحميلهم مسؤولية الخرق الأمني , حيث استغلّ رئيس الوزراء هذا الحادث لتصفية حساباته مع قائد خلية الصقور السيد أبو علي البصري وعزله من منصبه الذي بدأ العمل به منذ تأسيس النواة الأولى للخلية على يده , علما أنّ الخلية لا علاقة لها بالحادث وليس من صلب عملها وواجبها أصلا .. متناسيا أنّ الأمن الوطني للبلد يرتبط ارتباطا وثيقا بالأمن الإقليمي والدولي من جهة وبأوضاع البلد السياسية والاقتصادية والاجتماعية وتفّشي البطالة بشكل جامح في المجتمع واستفحال الفساد في مؤسسات الدولة برّمتها .. فلا أمن مع استفحال وتفّشي الفساد والبطالة ..
فالبلد الذي يصبح فيه مصطفى عبد اللطيف مشتت القادم من المجهول , والذي لا يمّت بصلة من قريب أو بعيد للعسكرية والأمن رئيسا لجهاز المخابرات الوطني في صفقة تعدّ من أخطر صفحات الخيانة في التأريخ العراقي المعاصر , ومن ثمّ يصبح رئيسا للوزراء والقائد العام العام للقوات المسلّحة بتواطئ اشترك به الجميع .. فمن الطبيعي جدا أن ينهار الأمن في البلد وينهار الاقتصاد وتعمّ الفوضى وينتشر الهرج والمرج , وتموت الناس تارة بالحرق وتارة أخرى بالمفخخات والأحزمة الناسفة , وتناط المسؤوليات في هرم الدولة والمؤسسات الأمنية للفاسدين والفاشلين من العناصر غير المهنية والكفوءة والمخلصة .. وما حدث في ليلة عيد الأضحى في سوق الوحيلات في مدينة الثورة في بغداد , ليس الحادث الإرهابي الأول في زمن هذه الحكومة المشلولة بالفساد ولن يكون الأخير , ما دام رأس السلطة في البلد غارق في التجسس على من يعتقد أنّهم خصومه من القيادات السياسية والكتّاب والإعلاميين الرافضين لحكومته الفاسدة , وتارك مهمة التجسس على أعداء البلد من العملاء والإرهابيين لأمثال الفاسد أحمد أبو رغيف الذي قام بترفيعه إلى رتبة فريق أول في سابقة لم تشهدها وزارة الداخلية العراقية منذ تأسيسها عام 1921 .. فإذا كان عدد ضحايا حريقا مستشفى بن الخطيب في بغداد ومستشفى الحسين في الناصرية اللذان تجاوزا المائتان وخمسون ضحية لم يهزّ وجدانه وضميره , فهل من المعقول أن يهزّ ضميره بضعة عشرات من الأطفال والنساء سقطوا ضحايا في سوق الوحيلات ليلة عيد الأضحى ؟؟ فبعد تغيير قائدي عمليات الكرخ والرصافة وتسريب خبر تكليف أحمد أبو رغيف رئاسة جهاز المخابرات الوطني العراقي وإشغال الرأي العام العراقي بهذا الخبر , تكون مأساة سوق الوحيلات في مدينة الثورة قد انتهت وأسدل الستار عليها ..