بقلم : أياد السماوي …
لا شّك أنّ صفحات التأريخ ستمتلئ بأسماء شخصيات شائت الأقدار أن يكون لها دورا في الحياة السياسية لعراق ما بعد الديكتاتورية , أسماء سوّدت وجه التأريخ و أساءت للدين والمذهب قبل الإساءة للوطن والشعب .. هذه الأسماء لا تقتصر على حزب واحد أو كتلة سياسية واحدة , بل توّزعت بين أحزاب ما يسمّى بالإسلام السياسي , ومن مساوئ القدر أنّ أبرز هذه الأسماء التي أساءت للدين والوطن والشعب , هي تلك الأسماء التي حملت عمامة رسول الله على رؤوسها .. ولعمري لا استطيع أن أفهم كيف انجرفت هذه العمائم اللعينة إلى هذا الدرك من الفساد والانحطاط الديني والقيمي والأخلاقي وكيف سارت مع الشيطان إلى هذه النهاية ؟ لعلّ أبرز هذه الشخصيات الإسلامية التي اساءت لله والوطن والشعب هو رئيس وزراء العراق الأسبق حيدر العبادي وشريكه عراب الفساد عبد الحليم الزهيري .. ولعلّ جريمة العبادي والزهيري التي لا تغتفر , هي في تسليمهم رئاسة جهاز المخابرات الوطني العراقي لشخصية مجهولة تماما ولا تتمّتع بأي مؤهلات لشغل مثل هذا المنصب , ناهيك عن الغموض الذي يشوب هذه الشخصية التي لا تاريخ لها سوى بعض اللقطات الشحيحة التي تظهر بها هذه الشخصية الغامضة في مؤسسة الذاكرة العراقية مع عميل المخابرات الأمريكية كنعان مكيّة , ذلك هو مصطفى الكاظمي الذي قفز إلى المنصب التنفيذي الأول في الدولة العراقية .. وحين يقفز مثل هذه الشخصية الغامضة والمجهولة والمتّهمة بالعمل مع أجهزة المخابرات الأمريكية والإسرائيلية ويصبح رئيسا لأهم جهاز أمني ومخابراتي في الدولة , فمن الطبيعي جدا أن تكون الدولة بكلّ مؤسساتها وأحزابها وقادتها السياسيين مخترقة من قبل أجهزة المخابرات الدولية , كما ومن الطبيعي جدا أن يزاح الضباط الوطنيين والمخلصين في هذا الجهاز ويحالوا إلى وظائف بعيدة جدا عن عملهم واختصاصهم , كما حصل مع مجموعة الثلثمائة الذين تمّ نقلهم إلى هيئة المنافذ الحدودية , ومن الطبيعي في مثل هذا الوضع الشاذ أن يتبوأ مناصب الجهاز العليا ضباط النظام السابق والصبية من أبناء من جاء به رئيسا لجهاز المخابرات الوطني , أمثال أبن عراب الفساد الأكبر في العراق ( علي عبد الحليم الزهيري ) , والذي يترأس اليوم أكبر جيش ألكتروني في العراق , مساويا للجيش الالكتروني الذي يقوده الصحفي من الدرجة الثالثة مشرق عباس ..
فالدولة التي يكون فيها الكاظمي رئيسا للوزراء ومشرق عباس مستشاره الأول وأحمد أبو رغيف يده الضاربة , فقل على الدولة السلام .. فالثنائي مشرق عباس وعلي عبد الحليم الزهيري , قد شّكلّا أكبر فريقين إعلاميين يضمّان أعدادا من الكتّاب والمدونين على مواقع التواصل الاجتماعي , أغلبهم منتسبون وضباط في جهاز المخابرات الوطني العراقي , مهمة الفريقين هي تلميع صورة مصطفى الكاظمي والدفاع عنه وعن انجازاته الفضائية , من خلال إنشاء الحسابات الإلكترونية والصفحات على معظم مواقع السوشيال ميديا وأهم تلك الصفحات هي (سيدة الخضراء ) على موقع التلكرام كقناة تواصل , وهذه الصفحة التي يشرف عليها المستشار مشرق عباس لطالما أنشأت التفرقة بين أجهزتنا الأمنية وشخصيات سياسية نزيهة ممن يعرفون تاريخ مشرق ورئيسه مصطفى الكاظمي .. ولعلّ أبرز الأسماء التي أصبح لها دورا في جهاز المخابرات هو علي حليم الزهيري نجل عراب الفساد ( حليم الزهيري ) , وهو شخصية لا تنفع حتى ليكون معلمًا لمادة الرياضة لطلاب الأول الأبتدائي , شاب من مواليد عام ١٩٩٣ شغل منصب رئيس قسم التصاريح الأمنية في جهاز المخابرات وقسم الجودة والتطوير المؤسسي في عام ٢٠١٨ , وبعد تسنم مصطفى الكاظمي رئاسة الوزراء , أصبح علي حليم الزهيري المسؤول عن تلميع صورة رئيس الوزراء من خلال تشكيله فرقا إعلامية , كافة منتسبيها من ضباط جهاز المخابرات , حيث شّكل قسم في مقر الجهاز من أجل العمل الإعلامي المكثف الداعم لمصطفى الكاظمي وأدار أهم وأكثر البيجات الداعمة بصورة كبيرة لرئيس الوزراء , منها كروب ( مستشارين رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي) والحساب الرسمي لرئيس الوزراء على فيس بوك وعلى الأنستقرام وكثيرا من مجموعات الدردشة على الفيس بوك حيث يضم الفريق ( مجموعة من الاشخاص المخترقين ) الذين من المفروض ان يقدّموا خبراتهم للجهاز خدمة للبلد والعمل المخابراتي , لا لتسخيرها لخدمة مصطفى الكاظمي ..
وبهذا أصبح مشرق عباس وفريقه الست سارة – وغانم جواد – وإيهاب – والسيدة الخضراء (ست مريم ) – و وليد بصرة , بالاشتراك مع فريق علي حليم الزهيري وفريقه الإعلامي الذي يضم شباب من جهاز المخابرات , اصبحوا المرتكز الوحيد الذي يلّمع صورة رئيس الوزراء أمام الشعب العراقي ناهيك عن تجنيد كثير من الوكالات الإعلامية مثل وكالة ( ناس ) وغيرها , حيث شّكلّ هذان الفريقان وقادتهم جيشًا إلكترونيًا ضخما لخلق الفوضى الإعلامية في المواقع الالكترونية والشارع العراقي ..
وبدلا من أن توّجه تلك الطاقات لخدمة العراق واستقراره واستقرار أمنه وتقديم الخدمات الأمنية لمواجهة مخاطر الإرهاب المتعاظم والجريمة المنظّمة , اصبحوا صحافيين مأجورين لخدمة رئيس الوزراء الحالي مصطفى الكاظمي .. تاركين مهمتّهم الأساسية في جهاز المخابرات والمتمّثلة في تحصين مؤسسات الدولة العراقية من اختراق أجهزة المخابرات الدولية والإقليمية وتقديم المشورة والنصيحة للشباب العراقي من الانزلاق بمخاطر التجسس على بلدهم وشعبهم لصالح المخابرات الدولية .. فبعد كلّ هذا أتيّقنتم يا من جئتم بالكاظمي رئيسا للوزراء كم هي حجم الجريمة التي اقترفتموها بحق بلدكم وشعبكم ؟؟؟ .
أياد السماوي
في 17 / 08 / 2021