بقلم : عبدالحسين عبدالرزاق …
يقال او يحكى عن بسمارك انه كان اذا اراد ان يعقد اجتماعا او مؤتمرا فأنه يأمر من معه من رجاله بتقليب الكراسي خشية ان يكون هناك صحفيا مختفيا تحت كرسي منها
واليوم فأن الامر يكاد يكون هو نفسه في المانيا أيام بسمارك فقد حل الاعلام الحكومي محل الصحافة المستقلة الحرة بل اعدمها ووارى جثمانها الثرى
قبل عدة ايام كنت قد تحدثت عن المكتب الاعلامي الخاص بالسيد محافظ البصرة كما يسميه احدهم لأمر ما لا اعلمه لان السيد محافظ البصرة لا يرى ذلك وان ما موجود من مكتب اعلامي في محافظة البصرة حسب قوله هو ليس خاصا به وحده وانما هي بدعة ابتدعها احدهم ومشى على خطاه الآخرون من غير ان يكون هناك تصريح رسمي بهذا الصدد
وكنت اتمنى من صحفيي واعلاميي البصرة ان يتنبهوا الى خطورة مااختلقه هذا ( الاحدهم ) وان يثوروا على مفاهيم الاعلام الحكومي الا انهم وللاسف وكعادتهم دائما لا يكترثون بما يسيء الى المهنة او يعطل من دورها الكبير في الحياة
واليوم يخرج علينا اعلام الهيئة العامة للكمارك بوصفه الناطق بالحقيقة لهذه المؤسسة الغارقة بالفساد مدعيا مايدعيه تضليلا وتمويها على مايجري في كل دوائر الكمارك في العراق وكمرك شمالي ام قصر بصورة خاصة حيث يعمه الفساد.من قدميه الى هامة رأسه والدليل على ذلك هو انه مامن احد عمل في هذا الكمرك ولو بصفة عامل خدمة الا وخرج منه وهو اغنى الاغنياء
ولهذا اقول على مدير عام هيئة الكمارك واذا هو اراد ان يعمل بصدق ونزاهه ان يغلق ابواب المكتب الاعلامي وان يفتح كل ابواب دوائر الكمارك امام الصحفيين والاعلاميين المستقلين والاحرار فقط اي الذين لا يعملون في صحف حكومية او حزبية او مطعون في نزاهتها
ان الاموال اللتي تجبى من دوائر الكمارك يوميا او شهريا مازالت اكثر بكثير وباضعاف مضاعفة لما يعلن عنه من ارقام المبالغ اللتي تسلم الى وزارة المالية
كما ان وزارة المالية نفسها مازالت تبيع المناصب في دوائر الكمارك باسعار عالية
ان معلوماتي الشخصية عما يجري في الدوائر الكمركية تفيد بان هذه الدوائر تعمل بالمثل الشعبي الذي يقول ( تخطي الجمل وتصيب البقة ) ففي كل مرة وتأكيدا لما تدعيه من منهج النزاهة تعلن عن ضبط حاوية معينة فيها حمولة غير قانونية في الوقت الذي تمرر مئات الحاويات الاخرى مما يؤكد ان مايجري هناك لفساد كبير وان اكثر الرقباء ليسوا الا شركاء فيما يحدث هناك من جرائم
وختاما اقول ما زلنا بحاجة الى صحافة مستقلة حرة لا تخضع الى اي ضغط من الضغوط ومنها الاعلان الحكومي الذي اصبح موضوعا من مواضيع المساومة على العزة والكبرياء والشرف