بقلم : كاظم فنجان الحمامي …
من المفارقات العراقية الغريبة التي لا مثيل لها في المعاهد والاكاديميات البحرية: ان التدرج البحري المهني غير متاح لمن يجد في نفسه الطموح والكفاءة والمهارة والرغبة الدراسية، فالشهادات العليا تمنح احيانا لمن لا تتوفر لديهم الخدمة الفعلية في عرض البحر، بينما تكون محجوبة بوجه الذين يعملون في البحر ويتمتعون بقدرات ملاحية وهندسية مشهودة. .
مثال على ذلك: نذكر ان خريجي مركز التدريب المهني لا يحق لهم الالتحاق بالكلية البحرية في اكاديمية الخليج العربي، بينما تكون الأبواب مفتوحة لهم في كافة اكاديميات العالم، لكن تلك الاكاديميات لا تمنحهم شهادة البكالوريوس، ولا توجد كلية بحرية في العالم تمنح البكالوريوس باستثناء كليتنا البحرية في البصرة، الامر الذي اضطر معظم خريجي المركز الى ولوج كليات الآداب والعلوم السياسية من أجل الحصول على البكالوريوس لغايات إدارية بحتة، وهذا يعني:-
- إضاعة اربع سنوات في الدراسات العليا التي لا تتوافق مع مواهبهم البحرية.
- خسارة مبالغ مالية كبيرة.
- اضاعة الوقت والجهد لتغيير عناوين وظائفهم بدوافع شخصية. .
بينما كان من المفترض ان يكون القبول مفتوحا لقبول خريجي المركز في الكلية البحرية على وفق الشروط والضوابط التي تقرها الاكاديمية. .
من هنا نطالب برفع الحصار الدراسي المفروض الآن على خريجي المركز وافساح المجال لهم بالانخراط في الكلية البحرية بموجب المعايير المتشددة التي تختارها الاكاديمية نفسها وبالطريقة التي تراها صحيحة. . وهذا الميدان يا حمدان. .
فالعلوم البحرية ليست سمة نقابية مجيرة لترجيح فئة على أخرى، ولا يمكن اعتبارها كحاجز وظيفي بوجه اصحاب القدرات الابداعية الواعدة. .