بقلم : أياد السماوي …
لا شّك أنّ الأيام القليلة المتبقيّة قبل التوّجه إلى صناديق الاقتراع لاختيار ممثلي الشعب في مجلس النواب لدورته الجديدة , ستكون حاسمة ومهمّة بل هي الأهم في مرحلة ما بعد الديكتاتورية .. ولا شّك أيضا أنّ ما ستفرزه صناديق الاقتراع من نتائج , سيكون لها الأثر البالغ والدور الحاسم في رسم مستقبل العراق والشعب العراقي , وبدون مشاركة كلّ العراقيين بشكل واسع وفاعل وواع في هذه الانتخابات المفصليّة والمصيرية الهامة وكما دعت إليه المرجعية الدينية العليا في النجف الاشرف ومرجعية السيد كاظم الحائري , فإنّ الرياح قد تاتي بما لا تشتهي السفن .. فإزالة آثار نتائج انتخابات 2018 المزوّرة التي جاءت بأسوأ دورة انتخابية في مرحلة ما بعد 2003 والتي انبثقت عنها حكومتي عادل عبد المهدي ومصطفى الكاظمي غير الشرعيتين , ستكون هي المهمة الصعبة والعسيرة أمام الشعب العراقي في هذا الظرف الخطير من حياة البلد والشعب .. ومن هذا المنطلق فإنّ مهمّة انتخاب مجلس النواب القادم تقع على عاتق الشعب العراقي تحديدا وحصرا , وإذا ما أحسن الشعب اختياره لمن يمّثله تحت قبّة مجلس النواب , فمن المؤكد إنّ حسن الاختيار هذا سينتج عنه مجلس نواب جديد يعيد الهيبة والمكانة لأعلى سلطة تشريعية ورقابية في البلد , تلك الهيبّة التي مرّغها رئيس مجلس النواب الحالي المراهق النزق محمد الحلبوسي بالوحل , بالاتفاق مع نائبه الأول من كتلة سائرون حسن الكعبي .. واعتقد جازما أنّ الشعب العراقي وكلّ الأحزاب السياسية العراقية سوف لن تعيد وتكرّر مأساة ومهزلة عبارة الحلبوسي الشهيرة ( حصلت الموافقة ) بعد أي عملية تصويت داخل مجلس النواب , هذه العبارة التي جاءت بوزراء لم يتمّ التصويت والموافقة عليهم في كلا حكومتي عبد المهدي والكاظمي ..
وبرغم صعوبة المهمّة التي تنتظر العراقيين بعد بضعة أيام , لكنّنا نرى أنّ عموم الشعب العراقي بشيعته وسنّته وكرده يدرك خطورة وأهميّة هذه الانتخابات , فليس من المنطق ولا من المقبول إعادة انتخاب من تسبّب بإفقار العراقيين وزيادة معاناتهم وفقرهم من خلال رفع سعر الدولار الذي نتج عنه ارتفاع اسعار كافة السلع والخدمات , كما وليس من المنطق إعادة انتخاب من سرق أموال إعادة بناء المحافظات المحرّرة وانتهج طريقة وأسلوب حزب البعث الفاشي باستخدام سياسة الترغيب والترهيب والرشوة بالتعامل مع أبناء المحافظات الغربية .. ولعلّ أهم ما ستترّتب عليه نتائج هذه الانتخابات هو استعادة السلطة التشريعية المختطفة من قبل النزق الحلبوسي , وكذلك إزالة آثار حكومة مصطفى الكاظمي الأفسد في تأريخ كلّ الحكومات العراقية التي تعاقبت على حكم العراق , وربّما تكون إزالة مخلّفات حكومة الكاظمي هي الأصعب وتحتاج إلى صبر وجهد بالغين لإزالة هذه المخلّفات , فما أحدثته حكومة الكاظمي من تغييرات هيكلية في بنيّة مؤسسات الدولة بالتواطئ مع رئيس مجلس النواب الحالي ونائبه من سائرون , سيكون أهم المهمّات الملقاة أمام الحكومة القادمة , وخصوصا تلك التغييرات التي أحدثها وزير دفاع مصطفى الكاظمي في بنية المؤسسة العسكرية العراقية , والتغييرات الأخرى التي أحدثها الكاظمي نفسه في جهاز المخابرات الوطني العراقي والأجهزة الأمنيّة والاستخبارية , ناهيك عن إزالة آثار رفع سعر صرف الدولار وما أحدثه من تضّخم في أسعار السوق العراقية , وإعادة النظر بكافة التعيينات غير القانونية والصفقات الفاسدة التي أبرمتها حكومة الكاظمي .. إنّ الكرة الآن في ملعبكم أيها العراقيون , فاحسنوا اختياركم وأزيحوا من تسبّب بفقركم ونهب أموال بلدكم , واعلموا أن أصواتكم هي أمانة في أعناقكم , فصونوا هذه الأمانة ..