بقلم : كاظم فنجان الحمامي …
أخطر ما يرتكبه العراقي هذه الأيام عندما يختار السير في طريق العفة والاستقامة والصدق والمروءة، فقد تشوهت صورة الحياة، وتهشمت المبادئ، وماتت الفضيلة، وأصبح القتل شجاعة، والرشوة مباحة، والكذب طريقة للعيش، والعمالة للأجنبي شطارة، والسرقة رجولة، في زمن أصبح الكذب فيه هو اللغة الرسمية، والخيانة واقعية، والنذالة سلوك طبيعي. وأصبح الوطني مشكوك في وطنيته حتى يثبت ولاءه الى مقاطعة من ممتلكات الاقطاع السياسي. .
فالنزيه والأمين الذي يحمل شعورا وطنيا كبيرا هو الخائن الذي يتعرض لحملات التلفيق والتسقيط. .
فقد اصبح العراق في نظر الإقطاع السياسي وكأنه أرض غنائم، كل يريد أن يحظى بنصيبه من تلك الغنائم خصوصا في هذه المرحلة الضبابية التي لا يفصلها عن موعد الانتخابات سوى اسبوع واحد. .
فكيف لك أن تكون وطنياً مبدعاً في بلد تحكمه وتتحكم به المحاصصة، آخذين بعين الاعتبار ان الابداع والتفوق الحقيقي لا ينمو ولا يزدهر، إلا في أرض محصنة بقلاع التوصيف الوظيفي. .
فالمحاصصة السياسية لن تبني بلدا، ولن تصنع مبدعين، بل ستصنع منافقين وكذابين ومرائين ومزيفين، من هنا غابت الوطنية الحقة، وأصبح التظاهر بالوطنية المصطنعة من أدوات التزلف والتمسح باحذية رجال الإقطاع الجديد. .
ولما كانت المحاصصة هي السيف والصولجان المتحكم بمؤسساتنا التنفيذية، فلن تقوم لنا قائمة حتى لو تكررت الانتخابات عشرات المرات كل عام. .
لكننا نأمل ان لا تكون الاوضاع على هذه الدرجة من القتامة، فهناك اكثرية لا تتجرد من وطنيتها، ولا تتعامل مع الانتخابات على انها بازارا للمهرجين، وتأنف أن تمضي الى قبة البرلمان بأساليب مخالفة للمبادئ الوطنية. .