بقلم : كاظم فنجان الحمامي …
يقولون: إن الشعوب هي من يتحمل وزر فساد حكامها. ويقولون: إن الناس على دين ملوكهم. ويقولون: إن فساد الرعية من فساد حاكمها، وصلاحها من صلاحه. .
والحقيقة ان الوزير الفاسد والمدير الفاسد يحتاج لبطانة فاسدة، فهو لا يقدر على بسط نفوذه في الأجواء النظيفة، لأن الوطنيين المخلصين لبلادهم سيقفون بوجهه ويرفضون الرضوخ له، لذا تراهم يسعون على الدوام لإفساد المجتمعات متسلحين بشلة المنافقين واللوگية فيستعينوا بهم في تعطيل المشاريع، وقلب الحقائق، والتدليس على الناس، وتسويق الاكاذيب. .
فالوزير أو المدير العام أو رئيس الهيئة، إما أن يكون نعمة على رعيته، وإما أن يكون نقمة عليهم، وفي تاريخنا أمثلة عديدة على صلاح الحكام. نذكر منهم رئيس الاورغواي (خوسيه موخيكا) الذي تنازل عن ٩٠ في المائة من راتبه لصالح الأعمال الخيرية، ليحصل بذلك على اعتراف دولي، وعلى لقب أفقر رئيس في العالم وأكثرهم سخاءً. .
ونذكر منهم الرئيس البرازيلي (لولا دا سيلفا) الذي قضى على الجوع في بلاده، وأسس دولة تثق بنفسها، وتعتني بشعبها، وكان وراء النمو الاقتصادي الذي شهدته البلاد في ثلاثة عقود. .
لكننا نرجع لنقول: ان الشعوب تتحمّل مسؤوليات جسيمة بمشاركتها في الفساد، والسماح بانتشار الرشوة والمحسوبية، والرضوخ لأفكار متخلّفة وغير إنسانية، وبذلك تصبح الشعوب مسؤولة في المقام الأول عن تدمير أوطانها ومؤسساتها.
أليست السلطة الفاسدة قادمة من المجتمع ؟. .