بقلم : حسن جمعة …
أزماتنا في العراق لها بداية وليس لها نهاية فحبال المصائب ممتدة من بغداد الى نهاية الكون وأن نسبة إدمان الشباب للمخدرات قد تصل إلى 50 % ويعود ذلك إلى سوء الأوضاع الاقتصادية في البلاد كما ان الأشخاص الذين يعملون بالمخدرات ويروجون لها موجودون في كل المناطق وليس في منطقة محددة لكن نستطيع القول إن النسبة الأكبر وحوالي 70 % منها هي في الأحياء الفقيرة والمناطق التي تكثر فيها البطالة وغيرها من المشكلات الاجتماعية يضاف الى ذلك سوء الأوضاع الاقتصادية ونسبة البطالة الكبيرة تؤدي إلى إقدام الكثير من الأشخاص على تناول المواد المخدرة ظنا منهم أنها تنتشلهم من هذا الواقع المؤلم يضاف الى ذلك جرائم المخدرات لم تعد محصورة بالرجال بل أصبحنا نلاحظ تورط النساء فيها، ولعل أهم أسباب انتشارها تتركز في زيادة الإنتاج العالمي للمخدرات وغياب الوعي الديني والاخلاقي كما أن لتطور تكنولوجيا الاتصالات والمواصلات دوراً حيوياً في تسهيل انتشارها وان دعاوى المخدرات في المحاكم كبيرة جداً والخط البياني في تصاعد مستمر وكان ينظر إلى العراق طوال عقود على أنه ممر لعبور المخدرات من أفغانستان وإيران إلى أوروبا ودول الخليج العربي إلا أن البلد تحول إلى مستهلك رئيسي لمختلف أنواع المخدرات وتقف وراء ذلك جهات متنفذة تتقاسم الارباح كما تقاسمت تهديم وتحطيم البلد همها الاول والاخير الاطاحة بالنظم الاخلاقية والربح المالي على حساب ابناء هذا البلد الذين تم تشتيتهم وحرف بوصلة التفكير لديهم باشياء كثيرة منها المخدرات التي تقضي على النظام الاسري بوصفه اللبنة الاولى للمجتمع فلا بقاء بعد ذلك لأي علاقة انسانية وعلى المستوى البعيد سيكون العراق بؤرة للفساد بعد تحطيم كل النظم الاخلاقية ومن ينادي بها يصبح منبوذا من الجميع ومن المحتمل ان نشهد توزيع المخدرات في الحصة التموينية وليس هذا ببعيد .