بقلم : أياد السماوي …
الدور المشبوه الذي تضطلع به ممثل الأمين العام للأمم المتحدة ( جنين بلاسخارت ) , لم يعد مجرّد ظن أو شّك , بل هو يقين ثابت تدعمه حجج وحقائق واضحة كوضوح الشمس في رابعة النهار .. في نهاية شهر آيار الماضي أصدر مجلس الأمن الدولي القرار المرّقم ( 2576 ) وبموجب هذا القرار تمّ تمديد عمل بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق يونامي لعام كامل وتوسيع نطاق اختصاصها والتفويض المعطى لها ، ليشمل مراقبة الانتخابات العامة العراقية المقررة في 10 أكتوبر من العام الجاري ، وذلك استجابة لطلب الحكومة العراقية ولغاية 27 / مايو / 2022 , وأن البعثة ستضم فريقا أمميا معززا وقويا وطواقم إضافية قبل الانتخابات المقبلة في العراق ، لمراقبة الانتخابات على أوسع نطاق جغرافي ممكن .. وكان الجميع ومنهم كاتب هذا المقال يعتقد أنّ بعثة الأمم المتحدّة في العراق يونامي ستقدّم كلّ أشكال الدعم والمساعدة والمشورة للعراقيين في تحقيق انتخابات نزيهة وشفّافة وعادلة , خصوصا أنّ هذه الانتخابات كانت أحد أهم مطالب التظاهرات التي اندلعت في تشرين 2019 .. وكنّا نعتقد أنّ أهم مشورة ستقدّمها يونامي للمفوضية المستقلّة العليا للانتخابات في العراق هي اعتماد العد والفرز اليدوي حصرا ورفض العدّ والفرز الإلكتروني المعرّض للاختراق والتزوير , كما حصل في انتخابات عام 2018 المزوّرة والتي مرّرها القضاء العراقي ووافقت عليها المرجعية الدينية العليا , حيث انتجت لنا هذه الانتخابات المزوّرة حكومة عادل عبد المهدي ( شبه النائم ) وبرلمان الشيطان محمد الحلبوسي ..
وربّ سائل يسأل أين هو الدور المشبوه لبعثة الأمم المتحدة ورئيسها جنين بلاسخارت ؟ وقبل الإجابة على هذا السؤال المهم نسأل من هي الجهة التي رشّحت الشركة الألمانية الفاحصة لأجهزة التسريع الألكتروني ؟ ومن قبلها الشركة البريطانية التي الغي التعاقد معها لأنّها تبيّنت أنّها شركة عراقية وليست بريطانية ؟ وهل تمتلك الشركة الألمانية الفاحصة الإمكانات والمقوّمات الفنيّة لفحص أجهزة التسريع ؟ أليست بعثة الأمم المتحدة هي من رشّحت هذه الشركة ضمن عشرة شركات أخرى ؟ ألم تصدر المفوضية المستقلّة العليا بيانا في 17 / نيسان / 2021 قالت فيه أنّها أبرمت اتفاقا مع الشركة الألمانية لفحص برامجيات الأجهزة الانتخابية ، بعد أيام من التفاوض مع هذه الشركة الموصى بها من مكتب الأمم المتحدة في العراق ؟ لماذا أصرّت بعثة الأمم المتحدّة على إلغاء مراكز التدقيق والتقارير في المفوضية ؟ وخاطبت رئيس مجلس المفوضين في كتاب رسمي بتاريخ 7 نيسان الماضي طالبت فيه بإلغاء مراكز التدقيق معتبرة أنها غير قانونية وتهدّد نزاهة وشفافية الانتخابات ؟ ألا تثير تدخلات بعثة الأمم المتحدة ورئيسها جنين بلاسخارت مخاوف العديد من الأطراف السياسية التي تشكّك بحياد البعثة الأممية ؟ هل كانت توصية يونامي بالتعاقد مع شركات فاحصة توصية أم فرض ؟ أليس اكتشاف فساد الشركات التي تعاقدت معها مفوضية الانتخابات بتوصية من يونامي يعزّز شكوك العديد من الأطراف بدور البعثة الأممية ؟ كيف استدّلت رئيس بعثة الأمم المتحدّة بلاسخارت على نزاهة الانتخابات وعدم تعرّضها للتزوير ؟ ألم يصل تقرير الشركة الألمانية الفاحصة الذي صدر بعد الانتخابات والذي يشمل التقييم النهائي لهذه الانتخابات إلى رئيس يونامي بلاسخارت ؟ من الذي غيّر كافة البرمجيات الخاصة بأجهزة التسريع قبل ثمانية عشر يوما من يوم الانتخابات ؟ لماذا أغفلت بلاسخارت في تقريرها إلى مجلس الأمن تقرير الشركة الألمانية الفاحصة ولم تتطرّق له ؟ .. أخيرا هل لا زال القضاء العراقي يصرّ على نزاهة الانتخابات بعد صدور تقرير الشركة الألمانية الفاحصة عن هذه الانتخابات ؟ أم أنّ القضاء العراقي بعد صدور هذا التقرير الخطير له رأي آخر ؟ وهل كتب على العراقيين أن يكون التزوير المقنون قدرهم ؟ .. أخيرا أما آن الأوان للصامتين على فضيحة تزوير الانتخابات أن يقولوا كلمة للخروج من هذا المأزق ( نسخة منه إلى مكتب المرجع الأعلى الخارج عن التغطية ) ..