بقلم : حسن المياح …
الإرتباط بالله تعالى هي علاقة عبودية وطاعة الإنسان المحتاج الضعيف المخلوق لله تعالى الغني القادر الخالق ….. فما أعظمها وأضخمها من علاقة ، وما أروعها وأرقاها من إتصال روحي عقيدي ، وما أغلاها وأنقاها من علاقة بين ضعيف محتاج لا حول له ولا قوة وبين قوي قادر غني رحيم يغدق بلا حساب ولا منة ولا تعيير ، وما أصفاها وأنقاها لما تكون علاقة عطاء بسؤال وغير سؤال ، ولا ينتظر الغني المعطي من الآخذ وفاء دين ، أو تسديد ما بالذمة ، أو رد الجميل بجميل يساويه مقدارآ وتقديرآ ……. ما عظمة هذا الإرتباط وضخامة درجة الرحمة فيه لما يريدها ويطلبها ويقررها ويأنس اليها ويتوددها الله تعالى — الخالق الجبار المعطي الرؤوف الرحيم وهو في غنى عنه ( الإنسان ) وهي لمصلحته — من الإنسان المحتاج الضعيف الضئيل ….. !!!
الإرتباط بالله تعالى هي علاقة ذات قيمة ضخمة ، وأنها علاقة ضرورة وحاجة تقويم ذات مفتقرة من أجل التكامل وحسن سلوك وقوام …. وأنها لا تقدر بقدر ومقادير وتقدير مهما كان نوع ومرتبة ذلك المقدار والتقدير ، ولا توزن أو تكال بجرم مقدار كيل أو ميزان …… إنها علاقة روح إنسان شفيفة مرفرفة خلقها وجعلها الله تعالى خالق الإنسان في ذات الإنسان تبشبش هيام لقاء شوق ومحبة وغفران ، ورحمة ورجاء وشكران ، وأنها علاقة حبيب بمحبوبه الذي يزداد شوقآ وشغف لقاء حبيب عزيز نظيف نزيه كريم لهيف …. وما أشوقنا وأشوق الإنسان كل إنسان لمثل هذا اللقاء والتوادد ….. ؛ والتعيس من يعيش الحرمان والهجران من هذا اللقاء الوديد الرفيق ، الهش الندي الشفيق ……
الإرتباط بالله تعالى علاقة جود وكرم وعطاء بلا أخذ أو إسترجاع ، أو منة أو تعيير ، أو إهانة أو تخجيل ، أو هجران أو وداع ….. وأنها علاقة حاجة إنسان ضعيف محتاج الى غني رؤوف رحيم ، يغدق بلا حساب ، ويعطي بلا ثمن مقابل ….. وكيف بها وهي في ضخامة عنفوان عطاء ، وعظم هيلمان تقدير وتقريب من رب خالق إله مطلق عظيم يريده ويلح عليه الرب الإلاه المنان ويتمناه للإنسان من دون سؤال جزاء ، أو ترقب سداد ، أو إنتظار وفاء …..، إلا الإقتراب من الله والشكر والسعادة والإطمئنان ….
الإرتباط بالله تعالى هو علاقة حرية بسموق وسمو عبودية نقية نزيهة خالصة من مصلحة الإنسان ، وأنه الحل والعلاج للتناقض الذي يضطرب داخل الإنسان ، وما يعتريه من تشويش وإضطراب خارج الكيان ، وأنه البلسم الشافي لكل الجروح التي تتعرض وتعتري وجود الإنسان ، وأنه الآصرة المحور لسعادة الآنسان ……
الإرتباط بالله تعالى هو القيمة الأساس في مسيرته الحضارية بما فيها من حلول وعلاجات للتناقض والجدل الإنساني الذي ينطوي عليه في الداخل والخارج كوجود آجتماعي وعلاقات إجتماع وتعامل … ومن خلال هذا الإرتباط الوثيق الواعي يكون التحرك الحضاري للإنسان ، وأن معالم طريقه واضحة معروفة مكشوفة للعيان ، وأنه يكدح بكل نشاط صعودآ حضاريآ من أجل الوصول وبلوغ الغاية التي من أجلها خلق هذا الإنسان ، وهي تكامل الوعي ، وتمامية إستقامة السلوك من خلال العبادات في التشريع الإسلامي التي تنظم المظهر العملي لعلاقة الإنسان بربه الكريم الذي خلقه وقومه ، وأرشده وهداه ….. وثبات هذه العبادات من ثبات حاجات الإنسان ، ومرونتها من مرونة وتطورات وتجديدات حاجات الإنسان … وكيف لا تكون هكذا وكذلك ، وهي أساسآ من أجل حلول ومعالجات تناقضات وجدل الإنسان …… ؟؟؟ !!!
حسن المياح – البصرة .