بقلم : أياد السماوي …
البيان المشترك الذي صدر عقب الاجتماع الموّسع بين وفدي تحالف تقدم برئاسة محمد الحلبوسي وتحالف العزم برئاسة الشيخ خميس الخنجر , قد شّكلّ نكوصا وتراجعا خطيرا في الخطاب الوطني , وانتقل مجدّدا بالخطاب السياسي من الفضاء الوطني إلى الفضاء الطائفي المحض , وسيلتحق الكرد بعد أيام قليلة ويصدروا بيانهم المشترك أيضا على غرار بيان السنّة المشترك مطالبين أيضا بحقوق إقليمهم في الموازنة والاستحواذ على المناصب في الرئاسات والوزارات .. ولم لا يكون الخطاب طائفيا محضا أو عنصريا محضا ما دام أبناء المكوّن الأكبر وأصحاب الثروات غائبون عن الوعي وماضون في فرقتهم وتشرذمهم ؟؟ وهل هنالك فرصة لفرض الإملاءات الطائفية والعنصرية المذّلة أكبر وأفضل من هذه الفرصة التي ابتعد فيها شيعة السلطة عن وحدتهم ؟؟ الجميع قد قرّر تجاوز الخلافات الحزبية والشخصية وتغليب مصلحة طائفتهم وقوميتهم , إلا قادة شيعة السلطة الذين ما زالوا حتى اللحظة غارقين بخلافاتهم الشخصية منتظرين فرصة الانتقام بعضهم بالبعض الآخر .. وهل يعلم شيعة السلطة إنّ مصلحة سنّة العراق وكردهم هي في تعميق الفرقة بين قطبي الشيعة ( الكتلة والإطار ) ؟ , وأنّ أيّ تقارب أو تجاوز للخلافات القائمة بين ( الكتلة والإطار ) لن يكون في مصلحة السنّة والكرد ؟ ..
وعندما ينحى الخطاب السياسي لسنّة العراق وكردهم بهذا المنحى الخطير الذي رسمته لهم دول الجوار الإقليمي ويتخندقوا تحت غطاء الطائفية والعنصرية , فماذا يتوّقع الشركاء الآخرون في الوطن من شركائهم الشيعة ؟؟ هل يتوّقعون أن يبقوا متخاصمين ومتفرقين كي ينفردوا بهم وهم بهذا الحال ؟؟ لست معترضا على تخندق الآخرين بخندق الطائفية المقيتة أو العنصرية البغيضة فهذا شأنهم , لكنّي قلق جدا على فرقتنا وتشرذمنا نحن شيعة العراق وابتعادنا كلّيا عن مصلحة أبناء طائفتنا .. بيان سنّة العراق المشترك وبيان كرد العراق الذي سيصدر لاحقا , يجب أن يكون جرس إنذار شديد لشيعة العراق لنبذ كلّ خلافاتهم الحزبية والشخصية .. فكما توّجه السنّة والكرد لنبذ كلّ خلافاتهم الحزبية والشخصية وتخندقوا خلف طائفيتهم وعنصريتهم ضاربين الخطاب الوطني عرض الحائط , فليس من سبيل أمام شيعة العراق سوى الدفاع عن مصالح أبناء المحافظات الشيعية وضمان حقوق أبناء هذه المحافظات من خلال مساواتهم بمحافظات شمال وغرب العراق .. فعندما يتخندق الآخرون خلف الخطاب الطائفي والعنصري ويتوّحدوا , فعليهم أن يتصوّروا أنّ الجانب الآخر لن يبقى متفرّقا ومتشرذما .. شكرا لأخوتنا سنّة العراق على هذا البيان الطائفي الذي فتح أعيننا وفتح الباب واسعا أمام وحدتنا والمطالبة بحقوق أبناء محافظاتنا الفقيرة , وكما أنّ نفط وموارد كردستان لكردستان دون غيرهم , فنفط الشيعة ومواردهم يجب أن يكون للشيعة أيضا دون غيرهم .. فهل سيعتصم شيعة العراق بحبل الله ولا يتفرّقوا ؟؟؟ ..
أياد السماوي
في 15 / 12 / 2021