بقلم : كاظم فنجان الحمامي …
لكل مشروع (مهما صغر أو كبر) خبراءه وتصاميمه وخرائطه وتكاليفه ومراحله وقوانينه، وقديما قالوا: أعط الخبز لخبازه ولو أكل نصه. لكن ما يجري عندنا في العراق يخضع لظاهرة (صخم وجهك وصير حداد)، خذ على سبيل المثال مشاريع وزارة النقل، التي تعرض فيها الرأي العام للتضليل بسبب تأجيج الحملات الرافضة للربط السككي، حملات يقودها وزير سابق، وثلة من النواب الذين ليسوا من ذوي الاختصاص، وعبثا ذهبت دعواتنا لمناظرتهم أمام الناس، فقد رفضوا المناظرة بهدف تحقيق المزيد من التكسب الإعلامي على حساب مشاريعنا الإستراتيجية التي تعطلت بأدواتهم العبثية. .
أما الآن فقد طويت صفحات مشاريع الربط السككي، وتوجهت دول الجوار نحو تفعيل مساراتها في مشاريع النقل العابر بعيداً عن العراق، واصبحنا نتقوقع الآن حول أنفسنا. .
ثم جاء مشروع ميناء الفاو، ومشروع النفق البحري، ومشروع القناة الجافة، فتصاعدت أصوات المتطفلين والادعياء من جديد، وأصبحت مواقع التواصل متاحة لمن هب ودب، ثم دخلنا مرغمين في فوضى التراشقات والمناكفات، فسجل المتطفلون فوزا كاسحاً على الخبراء والعقلاء وأصحاب المواهب والمهارات. .
حتى الفضائيات العراقية أصابها الإرباك، وصارت تحسب الف حساب عند استضافتي أو استضافة الخبير الدولي الاستاذ كريم بدر. وبات من الصعب التحاور مع الدخلاء الذين امتطوا صهوة مشاريعنا، وجمحوا بها في هذا السيرك الفوضوي الذي تأرجحت فيه المعايير، وضاعت فيه المفاهيم، واختفت المبادئ الأساسية، وصرنا نسمع بالنظريات الهندسية التي يدلي بها طبيب الجلدية، والقاضي المتقاعد، وسايق التريلة، وتجار السكراب والخردة، وأنسحب المهندسون والاقتصاديون أمام حماقات الغمان، وظل البيت لمطيرة وطارت بيه فرد طيرة. .