بقلم : حسن المياح …
الصخلة هي المعزى ، وجمعها ماعز ، والصخلة جمعها الصخول والصخل والصخلات …. والصخول جمع عام يشمل الأنثى والذكر ، والوالي هو حاكم المدينة ، أو المحافظة ،بمنظور التطور الحضاري والعمراني الجديد الذي حول تسمية المدن الكبيرة الى إسم محافظات …. وربما تسألني لم قدمت الحديث والتعريف بالصخلة والمعزى على معالي ودولة وفخامة السيد الوالي …. فإني أجيبك لأنه بما للصخلة من ضخامة وجود نافع على السيد الوالي ، ولذا يقدم الأهم على المهم ، والصخلة الأهم لأنها تدر حليبآ ، يستأثره الوالي مشاركة مع أفراخ الصخلة ….. ومقاييس الحياة الدنيا عند الناس الهابطي الوعي هي مقاييس مادية محضة …؟؟؟
والصخلة حيوان معروف مألوف لا تخفاه عين باصرة وخصوصآ آذا كانت بصيرة ، ولها أذن واعية ؛ ولكن صخلتنا في المقال هي ليست الصخلة الحيوان ذات القوام ( الأطراف ) الأربعة ؛ وإنما هي رمز لشيء ما ( إنسان ، موظف مميز ، أو شركة مقاولات ومهن أخرى ، أو أي وجود كائن آخر يتخذ وسيلة جني منافع ) ، يصول ويجول في المدينة التي تحولت بالتطور الحضاري والعمراني المدني الى محافظة ، ولها القدح المعلى في الإحترام والتقدير والإمتيازات ، وذلك لأنها صخلة الوالي ، وآه من الوالي وصخلته … !!! ، وما أدراك ما الوالي وصخلته … !!! . ومن يجرأ على مغثة الوالي من خلال المعاملة غير اللائقة مع صخلته بعقرها أو منع رعيها الحر المفضل ، فأنه سيدمدم عليه واليها . ولذا عليه يجب أن تحترم الصخلة بقدر إحترام السيد الوالي ، وأكثر ، وذلك لأنها أولآ صخلة ، وثانيآ أنها مضافة الى الوالي ، وهو منها وهي منه ….. ، وهي تجمع الإثنين الوالي نسبآ ، والصخولة حيوانآ حلوبآ ، فأصبح الإجتماع للصخلة من الوالي المنتعش من شرب حليب الصخلة ، والصخلة بما هي حيوان يملكها وهي تابعة للوالي ، ولذلك لها خصوصيتها الخاصة المستأثرة رعيآ حرآ مطلقآ مفتوحآ متوسعآ في أي جنينة ، أو واحة ، أو بستان ، أو مكان عشب سمين كثير كثيف ، أو مشروع ، أو عقد ، أو منفعة مصلحة ….. فلماذا لا يسجد إعتبارآ ووقارآ للصنم الصخلة ، وتقدم لها قرابين المشاريع والعقود الخاصة بالعلف الممتاز اللذيذ الفرش ( Fresh ) الطازج ، وأنها تتجول في أي مكان حيث تشاء ….. ، وكيف لا … وهي صخلة الوالي المفضلة العنود ( الطاغية ) ، والتي طغيانها أشد وطئة وغلظة ، وأبلغ بطش مضاضة وألم وعذاب ، وأوجع قهر وحرمان ، وأظلم سلطان تفرد وإستعلاء ، من دكتاتورية وطاغوت الوالي الذي يرى نفسه أنه الرب الأعلى ، كما هو فرعون ، لما يصفه القرآن الكريم سلطانآ دكتاتورآ طاغيآ متفردآ ظالمآ مجرمآ قاتلآ يصلب شعبه وناسه وقومه ، وهو الذي يأمرهم أن يعبدوه إلاهآ بدلآ من الله سبحانه وتعالى ، لما له من خاصية الإحياء والموت الهالك ، اللذين يأتمران ويكونان بأمره ، لما يريد أن يميت إنسانآ قتلآ ظالمآ ، أو يحييه حياة — وهو الحي — بالعفو عن إماتته بالقتل …… بهذا المفهوم للإحياء والآماتة الغاشة الخادعة ……
ي …. والله هكذا كان يقول الطاغية فرعون ، وبمثل هذا يحكم ويظلم ويستعلي ، وهو الهابط المجرم المنحرف السفيل الوضيع الضعيف ، الذي من ( بتشديد النون ) الله سبحانه وتعالى عليه أن يحييه ( يبقيه حيآ ) من الغرق ، عزلآ وإفرادآ وإستثناءآ وتمييزآ ، بعد أن غرق كل من كان معه من قومه ومات ، وهو لم يمت ، ولم يكن من المغرقين ……. وتلك هي الإية ، والإرادة الإلاهية في الخلق والتكوين والتصرف ، ليكون فرعون آية للناس ، ونذرآ للحاكمين الولاة الطغاة الظالمين ….. ، وتوضيحآ لما يكون عليه الحاكم الوالي طاغية ظالمآ مستأثرآ الذي يسوس شعبه قتلآ وغصبآ ، وصلبآ وقطع أرزاق ، وإستحياء النساء ، وتقطيع الأيدي والأرجل من خلاف ، والتمييز على أساس مكيافيلي ……. وتبقى الصخلة تصول وتجول آمرة ناهية ، آكلة شاربه ، ما يحلو لها من طعام وشراب ……
والشعب يتمنى أن يكون جزءآ من الصخلة ، أذنها ، أو رجلها ، أو عينها ، أو خشمها ….. ، أو حتى عفطتها .. ويطلق عليه تيمنآ ومفاخرة وتتويجآ ، إسم نسب هو《 عفطة عنز ( صخلة ) 》، وهذه العفطة بالرغم من هوانها وضئالة شأنها والنفور منها ، فهي لها شم عطر شذى من رائحة صخلة الوالي التي هي معزاه الحلوب ……
اللهم نسألك علاج الوالي وتطبيبه من هيله وسلطانه وطغيانه ، حتى نتخلص من هيلمان وظلم وإستعلاء صخلته ، التي تموت وتتلاشى بذهاب الوالي ، وطرده من مسؤولية الولاية والسلطان الطاغي الظالم الناقم النافذ …..
وأكيدآ كل مسؤول يقرأ المقال سيقول أنا المقصود بالوالي ، ومن أميزه مكيافيليآ فهو صخلتي …… أقول له صدقت وأيم الله ، لأنه قد شهد شاهد من أهلها ، وهو إياه وإياها ……
حسن المياح – البصرة .