بقلم : كاظم فنجان الحمامي …
عرض (أحمد بن راشد بن سعيّد) على صفحته في تويتر بعض المقاطع من قصيدة الثور والحظيرة للشاعر (احمد مطر)، فعلّق احدهم قائلاً: (دكتور: احمد مطر من القوم الذين تمقتهم، والاستشهاد به تمجيد لهم)، وكتب مغرد آخر: (أرجو الانتباه أن المدعو مطر طائفي؛ فأميتوه بالترك). .
أنا اعلم ان أحمد مطر من مدينتي (البصرة)، وانه نشأ وترعرع على ضفاف شط العرب، لكنني أجهل هويته الدينية، ولا شأن لي بذلك. وليست لديَّ أدنى فكرة عن انتماءات بدر شاكر السياب، وكاظم الحجاج، ومحمد خضير، ومحمود البريكان، وحسين عبد اللطيف، فقد نأى الإبداع الأدبي في بصرة الحضارة عن التنظير الطائفي. .
وسمعنا قبل بضعة أسابيع بفتوى خليجية تطالب بحرق مؤلفات المسعودي، وابن عبد ربه الأندلسي، والاصمعي، وعباس محمود العقاد، وخالد محمد خالد، وطه حسين، وجرجي زيدان، لأسباب غارقة في التطرف. وما إلى ذلك من توجهات ضيقة لتشويه صورة الادباء، وإقامة أسوار طائفية، تحول دون قبول الآخر، واعتبارها مصدات معيارية يتوجب تعزيز قوتها، على أساس أنها تمثل الوقاية التي تمنع تسلل أي نسق فكري يأتي من خارج تلك المصدات المنيعة، التي تعمل بكل قوتها الآن لنبذ الآخرين والتقليل من شأنهم، والسعي حثيثًا لاستنقاصهم أو استنقاص أعمالهم. .
فهل غدا النقد الأدبي فرعاً فقهيا مقتصرا على العقائد الاسلامية المتشددة ؟. آخذين بعين الاعتبار أن هذا الانغلاق هو العامل الأخطر، الذي دقّ الأسافين القاتلة في قلب مفهوم التقييم الأدبي. .
ختاماً نقول: كيف يمكنُ للأدب العربي أنْ ينمو ويزدهر ويتقدَّمَ ويتطوَّرَ في ظل هذه النظرة القاصرة، وفي ظل هذا التطرف المتشدد ؟؟.