بقلم : حسن جمعة …
يشهد مجلس النواب اليوم الجلسة الاولى التي يلفها الغموض والحذر فما زالت القوى السياسية تسعى لتحديد مفهوم الكتلة الاكبر وبين تحالف هنا وتحالف هناك يبقى الغاطس العميق بين الرؤوس الكبيرة طي الكتمان حلم العراقيين جميعا ان يسود الوئام والسلام حتى نخرج من عنق الزجاجة الذي لم نزل قابعين فيه فلم نر ضوءا ولم نتنفس الحرية الى الآن اختناق سياسي عقيم هو اشد من الاختناقات المرورية التي قتلت شوارع العاصمة فالسياسي لا توجد امامه خطوط حمر او نارية تردعه من الالتفاف على كل القوانين حتى يقطع باحقيته في الجلوس على الكراسي الشعب العراقي يأمل ان تشهد الجلسة الاولى هدوءا ونضوجا سياسيا وفكرية وألا يستخدم البعض الصراخ والهتافات لتهييج الرأي العام بل نلاحظ ان التراشق بدأ منذ امد بعيد وان عراك الديوك مستمر وربما تكون الجلسة الاولى عبارة عن تسخين واستعراض لعضلات البعض كل ذلك والشعب يأمل ويدعو ان تمر هذه الايام بكل سلامة فالوضع العراقي لم يعد يتحمل مزيدا من الارباكات والتضبيب السياسي لقد شبعنا لكمات من الاصدقاء والجيران حتى تورم وجهنا ولم يعد فيه أي مساحة للكمة أخرى هل سيعم الهدوء القاعة ؟ الجواب الحاضر هو لا بالتاكيد بل سنشهد صراعا قويا وصراخا من هنا او من هناك كل ذلك من أجل المصلحة الحزبية التي قضت بأغلب رؤساء الكتل ان يعقدوا الجلسات والمؤتمرات السرية لإنقاذ سفينتهم من الغرق هل سيتصالحون هل سيتفقون هل سنعبر هذه المرحلة بلا تسقيط او تخوين ؟ أسئلة كثيرة لكننا حسب تجربتنا معهم فإنهم لن يتفقوا حتى تسيل دماء الناس وتشتد الاختناقات ورغم كل ذلك نأمل ان يتسيد العقل الجلسة الاولى وإن كان ذلك الامر مستبعد تماما ولكن ما لنا إلا نرى ونشاهد الجلسة التي سقطت من ذاكرة الزمن .