بقلم : علي عاتب ….
بلد عظيم ، عمره أكثر من سبعة آلاف سنة ، علم البشرية الكتابة والقراءة ، كان مصدر إشعاع للمعمورة ، وترك شواهد ولقى أثرية مشهورة .. تاليها الصبي طحنون القادم من دويلة ناشئة معروفة بالرمال والبعورة ، كانت بالجهل منخورة ، لا يتجاوز عمرها نصف قرن ، يلعب بـ (عدادات) السياسة بالعراق ، ويتدخل لتنصيب ما يشاء في سدة الحكم المنهوبة ، للسير في المشروع الابراهيمي المشبوه مع حكام الدول المأجورة ، لتكتمل أركان المؤامرة الصهيونية المشؤمة ، لجر البلاد في مزادات البيع والتطبيع والتنكيل بالشعوب المقهورة .
الامارات ، التي تحولت من صحراء جرداء ، تم إعمارها بخبرات دولية من كافة الارجاء ، الى دولة حديثة تغص بالثراء .. لا فضل لابناءها في الابتكار وتدوير عجلة البناء والنماء ، إلا بنزاهة مؤسسها (الشيخ زايد آل نهيان) ، وتسخير موارد النفط الهائلة في خدمة مشاريعهم العمرانية ، وتحويل الصحراء الى حدائق غناء ، وبعد إنعطافة بالسياسية العامة ، وأفكار إنتقامية عمياء ، تحولوا من البناء الى تصدير الخراب والتدخل بالشؤون الداخلية خصوصا في (العراق وسوريا وليبيا واليمن ولبنان) .
وما حدث من عمران ، هو العكس تماما مما يحصل في بلدنا المبتلى بالكثير من القادة والسياسيين البعيدين عن النزاهة المسلحين بالمكر والدهاء ، الموغلين بالعمالة والرياء ، في طابور طويل من الخسة والنذالة ، من المقبور هدام الى سياسي الصدفة الهوجاء ، بزمن الديمقراطية العرجاء ، الذين حولوا بلدا تنمويا ناهضا الى بلد مكبلا بالمحن والبلاء ، وحروب عبثية للقائد الضرورة ، ومشاريع طائفية لابناء الطلقاء ، وهدر لثرواته الهائلة بسخاء .
علي عاتب