بقلم : كاظم فنجان الحمامي …
استعانت اجهزة المخابرات بالمنجمين منذ نشأت الأنظمة الاستبدادية في عموم كوكب الارض، ودخل العرّافون دهاليز السياسة، ليتحولوا إلى أدوات فاعلة في ترويج التنبؤات الداعمة للطغاة في معظم البلدان التي تؤمن شعوبها بخزعبلات التنجيم وقراءة الطالع، وصارت لكل دولة جوقتها الخاصة من المشعوذين، يدغدغون مشاعر الناس البسطاء، ويوحون لهم بتوقعات كاذبة، لكنها تتماشى تماماً مع متطلبات تعزيز قوة الدولة وبسط نفوذها.
ولدى مخابرات معظم الدول قائمة طويلة بالعرّافين وهواتفهم وأماكن إقامتهم والقوة التأثيرية لكل منهم، وطويت لبعضهم الوسادة في أكثر من دولة، ولكل منهم تقويمه السنوي المشحون بالزلازل، والحروب، والمتفجرات، والاغتيالات، والنكسات الصحية للسياسيين والمشاهير ورجال الدين، والأحداث المبهمة، التي يتحدثون عنها بلغة زئبقية مائعة، تطفو عليها العموميات، بمساحات شاسعة، فالأماكن مفتوحة في حساباتهم بلا حدود دولية، والزمن في حساباتهم يتمدد حسب قواعد اللعبة الاستخباراتية. لكن الثابت لدينا إن جزءاً كبيراً من هذه التنبؤات يذهب لتلبية غايات بعض الأنظمة السياسية التي تحاول ترسيخ بعض التهيؤات في وجدان شعوبها؛ خاصة تلك الأنظمة التي تواجه مشاكل في الحكم. بيد ان المثير للدهشة ان 90٪ من توقعاتهم تتمحور في منطقة الشرق الأوسط، بينما تتوزع 10 من تنبؤاتهم على بقية القارات، وبالتالي فان منطقتنا العربية هي البيئة الملائمة لتقبل أكاذيبهم وأباطيلهم. .