بقلم : حسن المياح …
《 إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم . 》
يا لها من عظمة وضخامة جزء من آية ‘ حادية عشرة في سورة الرعد القرآنية ‘ تشير وتدلي ، وتعلم الناس والقادة والزعماء والأحزاب ولابسي القاط والعقال والبنطلون والدشداشة والمرتدين على الأكتاف الأكفان ، كيف يكون التغيير المؤدي الى الإصلاح والصلاح ، وترسم خارطة طريق الخطو الصالح لبناء كيان الإنسان والأوطان ، وترشد الى صدق وحسن صنع إقتفاء خط الإستقامة على طريق منهج لا إله إلا الله سبحانه وتعالى نشاط مسيرة صالحة في دنيا الإنسان ، ليقطف صالح ثمار النضج الوافر المتدني المزروع في البساتين والحدائق وكل الجنان ….
التغيير هنا هو التبديل للحال من سوء وإنحراف الى صلاح وإستقامة بتعلم وتربية وتهذيب . والتغيير هنا هو بناء وتشييد بعد تعديل وتقويم . ولا يكون هذا إلا في داخل الذات لأنها هي الأساس ، ومنها تكون نقطة الشروع في العمل . والتغيير هذا هو تأصيل صلاح ما في داخل ذات الفرد ( البناء الداخلي للفرد الإنسان ) ، حتى يكون هو القاعدة التي ترتكز على أساسها البناءات الخارجية واللاحقة من صروح تشييدات …… والذي أساسه صلاح ، فبناؤه يكون صالحآ وقويمآ ….
فلنصلح داخل ذاتنا كأناس نريد أن نغير ونعمل الصالح وننتج الصلاح ، بأحكام الفقه الرسالي الإلهي الإسلامي ( علم الفقه ) بما ينطوي عليه من تعاليم وأحكام ، ونتسلح قوة وثباتآ ورسوخآ ومثابرة وجهادآ بمفاهيم القرآن ، لنصول عملآ صالحآ في الخارج على أساس نظريات علم الأصول في التأصيل والتفسير والتحليل والتأويل والتخريج …. وبذا نكون قد إكتملنا تمامآ بما هو بناء داخل الذات ( تشييد المحتوى الداخلي للإنسان من وعي عقل منفتح ، وإعتقاد يقين نفس ، وحسن محاسن خلق ، وجودة صلاح ضمير ووجدان وحسن صنع تصرف وسلوك ) التي هي القاعدة والأساس ونقطة الإنطلاق ، والذي هو أساس هذا البناء المحكم الرشيد الواعي القويم ، يكون سلوك الخارج هو ترجمة لما هو ما في الداخل من بناء تغيير صلاح وإصلاح ، والذي هو حسن مهذب صالح … ، لا يخرج ولا ينتج إلا ثمرآ صالحآ مفيدآ ……
هذا هو بناء الداخل المتين في الإنسان ، الذي يقوم عليه بناء ونشاط الخارج المثمر القويم للإنسان …. وعليه فلا صلاح إلا من صالح قويم مهذب أصيل ، وليس الصلاح هو كلمة تلاك وتمضغ وتقال باللسان ، ولا هو شعار يرفع أو يافطة تكتب على القماش والألواح بالألوان ، ولا هو تمشدق ألفاظ فارغة تطلق من فاه حالم وسنان ، ولا هو دندنة ولقلقة وسحر وتعاويذ وخرافات وفانطازيات وخيالات وهلوسات ووسوسة شيطان …..
الإصلاح عمل بإعتقاد ، ونشاط بإيمان ، وممارسة حسابات ضمير بإرادة حية واعية ترجمة لما هو في الوجدان ، وأنه سلوك عملي بخلق قويم مهذب بإهتمام ، وأنه زراعة بذر صالح وتقوى حبوب في أرض يجب أن تكون صالحة خصبة بعلم ومعرفة وثقة وإتقان …… حتى يكون الثمر ناضجآ دانيآ قريبآ مؤكدآ صالحآ ، وهو الذي خطط له ، وهو المنتظر في الحسبان ….
فعقيدة التوحيد الإلهية الرسالية ♡ لا إلا إلا الله ♡ بما تنطوي عليه من تشريعات وأحكام ومفاهيم وقيم خلقية وتصرفات سلوك إنسان …. هي التي أنتجت كمال النظام في دين الإسلام …..
فالفقه هو بناء وتهذيب لما هو داخل الإنسان ….. ، وعلم الأصول بما هو قواعد كلية وقوانين عامة ونظريات تامة فرعية وتجزيئية مستوعبة وما لها من شمول وعموم … ، هو خارطة طريق نشاط الآنسان بما هو عمل ونشاط مثمر منتج صالح ….
وهذا هو التغيير والإصلاح والصلاح الذي يجب وينبغي عنه تتحدثون ، وخطاه تترسمون ، وعلى نهجه تعملون وتنشطون ….
وإلا كل كلامكم عن الإصلاح فسطاطآ وسيرآ ، ولوائحآ وشعارات ، ونقنقات وتصريحات ، وزفرات وتقيحات ، وتمويهات وتهويمات ، وخزعبلات ورفسات ، وتلوكات كلمات ومضغ صرخات ، وهلوسات أحلام طائرات وتهوكات خيال في الظلام سابحات ……. هي خواء في هواء ، وشنشنة في صحراء ، وعجعجة رياح موسمية زائلة في موسم برودة وإنجماد فصل شتاء ، وأنها هبوب رياح رملية صيفية تعقبها فترة همود صفراء ….
ولا داعي لكثافة إجتماع بلطجة ، وتكتلات نهب ، وتيارات تهديد وغضب ، وأحزاب حقد بإحتقان ، وتجمعات لملوم فرقان ، من إطار تنسيقي وتيار صدري ، وتقدم ونهج إصلاح ، وعزم وتصميم ، وما تقذفه من تشكيلات أحزاب منطقة كردستان ….. ولا زالت الساحة السياسية الهرمة المهلهلة المهددة مفتوحة لإستقبال وترحاب لأي نشاط مهما كان ذلك الإنسان ( محتل ، غاصب ، صليبي ، ماسوني ، صهيوني ، صعلوك ناهب ، طريد ، محتال ، وصولي ، لوكي ، حنقباز ، مراوغ ، تلفان ……. ) …
حسن المياح – البصرة .