بقلم: كاظم فنجان الحمامي …
الأبقار لا تعرف الحقد، وليست من الحيوانات المفترسة، فهل تمردت أبقار الهند على فطرة الله التي فطر الأنعام عليها في التعايش والتآلف مع البشر ؟. آخذين بعين الاعتبار ان الحرف (ألفا) أو (A) يعود أصله الى الألفة والتآلف بين البقر والبشر، وجاء من رأس الثور المقرن في شكل مثلث. .
لكن خروج الهند عن المألوف بتخصيص بطاقات تعريفية لأبقارها (المقدسة)، جاء بالتزامن مع تزايد مظاهر التعصب الدينى المعادي للمسلمين والمسيحيين فى عقيدة حزب (بهاراتيا جاناتا) بقيادة الرئيس ناريندرا مودى، وهذا يعني انتكاسة الهند التي كان يضرب بها المثل فى الديمقراطية واحترام التعددية الثقافية، وبات واضحا أنها تحيد الآن عن مبادئ المهاتما غاندي بتخصيصها قاعدة بيانات لكل بقرة، على نحو شبيه بنظام (آدهار) القائم بالفعل في التعامل مع المواطنين الهنود. وبالتالي فإن الحكومة الهندية تبيح للهندوس عمليات القتل والاعتداء على المسلمين والمسيحين من خلال الدعوة لإصدار تلك البطاقات التعريفية للأبقار. وتؤكد هذه الخطوة أن للأبقار في الهند مكانة وأهمية تفوق تلك التي يتمتع بها غير السيخ والهندوس. وان توجهات الحكومة الداعمة للأبقار، تكشف النقاب عن الأيديولوجية الداعمة لهيمنة الهندوس، وذلك باعتبار أن التحرك الجديد يشكل تشجيعاً واضحاً لارتكاب المزيد من الانتهاكات والتجاوزات بحق الديانات الأخرى. .
ويعد فيناياك دامودار سافاركار (1883-1966) مؤسس القومية الهندوسية، وتعد مؤلفاته بمثابة إنجيل اليمين الهندوسي، رغم أنه كان ملحدًا، لكنه نظّر لهذه الأيديولوجية باعتبارها وسيلة لخلق هوية عامة توحد الهند بغض النظر عما إذا كانت هذه الوحدة تأسست على العرق أو الدين أو غيره، الأمر الذي دعاه إلى إرغام المواطنين المسلمين والمسيحيين على اعتناق الهندوسية على اعتبار أنها الديانة التي تمثل الهوية الأصلية للبلاد التي تُنتهك فيها حقوق الإنسان ويُقدس فيها الحيوان. .