بقلم : د. مظهر محمد صالح …
حادثة غريبة فعلتها في حياتي الطفولية ظل عنوانها :محنة الجيب الايسر من القميص الابيض !!!.ففي شهر ساخن من نهايات صيف ، رافقت زوج شقيقتي الذي كان يعمل مديرا لواحدة من المدارس الاعدادية في العراق الى مكتبه والعطلة الصيفية كانت على وشك الانتهاء في ذلك العقد من خمسينيات القرن الماضي … بوم وقع نظري وامتدت يدي على طاولة مكتبه لالتقط من فوري قلما احمرا جذاباً اصطف فوق سطح المكتب بين حزمة من الاقلام. انه (قلم من حبر )من النوع الذي كان مخزنه يحتوي على مضخة تضم كميات واسعة من الحبر…. انتابتني الدهشة في حركة ما انفتح فيها غلاف القلم ليظهر بين يدي ذلك المكبس الميكانيكي العملاق الذي يدفع بمضخة الحبر والذي بدا سائله بلون بات كزرقة البحر ، اذ تدافع المداد بدفعة صغيرة خطتها انامل يدي ليتحول الحبر وهو يمرق امام عيني كالسيل الهادر يوم انهار سد مارب في تدفق ظل حديثه حتى الساعة اقوى من النار في وقعه واثره. اللافت، ان تدفقات السيل من الحبر
قد انصبت تلقائياً على جيب ايسر شديد البياض كان يرتديه احد المدرسين الذي جلس امامي بمحاذاة الطاولة في مداولة حول الامتحانات القادمة ، كي ارشق الرجل بكمية من الحبر استحالت جيبه الى لوحة سيرالية جعلته يضحك (من شدة البكاء والالم الصامت )على ضياع قميصه الذي لا يعوض … !!!هنا جاملني الجميع على تصرفات طفولتي بابتسامات كان عمقها الضحك الحزين ….!!! انها لعنة الجيب الايسر الاب
السابق بوست
القادم بوست