بقلم: كاظم فنجان الحمامي …
صار التزييف العميق من أدوات توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي في إنشاء صور ومقاطع غير حقيقة. وباتت هذه التقنيات أشبه بحقول ألغام، فالمعلومات المضللة تنتقل بسرعة هائلة، ما يستوجب بذل المزيد من الجهود الوطنية لمكافحة التضليل والابتزاز. .
وخير مثال على ذلك واقعة انتحار الفتاة المصرية التي تصدرت محركات البحث، بعدما أقدمت على إنهاء حياتها فور تعرضها للابتزاز من قبل شاب عديم المروءة أعد لها صورا مفبركة مخلة بالشرف، وهددها بنشرها وإرسالها إلى والديها، إن لم تقم معه علاقة غير شرعية. .
ففي الوقت الذي نعبر فيه عن بالغ حزننا واسفنا الشديد لما حدث لها، فان هذه الجرائم يجري تنفيذها عن طريق عشرات البرمجيات والتطبيقات المجانية المخصصة لفبركة الصور وابتزاز الفتيات، وأحيانا تقع الفتاة بمحض إرادتها في الفخ الذي نصبه لها برنامج (face play) الذي يطلقون عليه (تطبيق العروسة)، لأنها بمجرد تحميل صورتها على الفيديو تصبح هي البطلة الفعلية، ويمكن أن يتم استخدام فيديوهاتها بطرق غير آمنة أو غير قانونية، ومن غير المستبعد إختراق خصوصية الفتاة نفسها بعد استخدامها التطبيق. وربما توضع صورتها (من حيث لا تدري) على فيديو غير أخلاقي، فمثل هذه التطبيقات تهتك الأسرار، وتكشف العورات، وتعرض الإنسان نفسه للتزوير. وقد توسعت هذه الجرائم في الآونة الأخيرة، وبالتالي لابد من إقرار تشريعات وقوانين مشددة تعاقب عليها، بالإضافة إلى تنفيذ العديد من حملات التحصين الذاتي لتوعية الأسرة كيفية حمايه نفسها من مثل هذه البرامج، وكيفية الحصول على الحقوق في حالة تعرضها للابتزاز أو اي شكل من أشكال الجرائم الإلكترونية. .