بقلم : أياد السماوي …
ما يحصل الآن من انفلات أمني في محافظة ميسان وسيطرة العصابات المسلّحة الخارجة عن القانون على مقدرات المحافظة , لا تتحمّل وزره هذه العصابات الخارجة عن القانون , بل أنّ من يتحمّل مسؤولية هذا الانفلات الأمني وعمليات القتل والتصفيات السياسية , هي الحكومة المحليّة التي يسيطر عليها التيّار الصدري , وهذه الحقيقة يعلمها جيدا كل من رئيس الوزراء ووزير داخليته المنبطحين لسطوة حكومة ميسان المحليّة , وعندما تمتّد يد الإجرام والقتل ويتمّ اغتيال ضابط في وزارة الداخلية برتبة رائد ( حسام العلياوي ) من دون أن ينبس القائد العام للقوات المسلّحة ووزير داخليته ببنت شفة , ومن دون أن يرمش له جفن هو ووزير داخليته ويأمر بفتح تحقيق في الحادث , فمن الطبيعي أن يذهب المجرمون في إجرامهم لأبعد من قتل ضابط في الشرطة ولتصل هذه المرّة إلى رجال القضاء العراقي الحصن الحصين للدفاع عن النظام والقانون في البلد .. وهنا يبرز السؤال الأكبر إذا كانت يد الإجرام والقتل قد وصلت إلى رجال القضاء والأمن المسؤولين عن حماية أرواح الناس وممتلكاتهم وأعراضهم , فمن سيحمي أرواح الناس البسطاء من سطوة وإجرام هذه العصابات الخارجة عن القانون ؟؟؟
إنّ فاجعة القضاء العراقي باغتيال القاضي ( أحمد الساعدي ) ومن قبله رائد الشرطة ( حسام العلياوي ) في مدينة العمارة , يتّحملّها أولا وأخيرا رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلّحة وفريقه الأمني الفاشل بالكامل وثانيا حكومة ميسان المحليّة التي تخضع لسيطرة التيّار الصدري .. إنّ استفحال ظاهرة الاغتيالات والقتل والتصفيات المليشياوية وامتدادها إلى رجال القضاء والأمن في ظل هذا الضعف والعجز الأمني الذي طبعت عليه حكومة ( الجبان ) مصطفى الكاظمي وفريقه الأمني الفاشل , تنذر بعواقب وخيمة قد تعيد البلد إلى أيام الانفلات الأمني قبل صولة الفرسان عام 2008 , حين كانت العصابات الخارجة عن القانون تمارس القتل والإجرام من دون رادع .. إنّ اغتيال القاضي ( أحمد الساعدي ) ومن قبله رائد الشرطة ( حسام العلياوي ) , تستوجب قبل كلّ شيئ إقالة المحافظ الصدري ( علي دواي ) ومدير شرطة المحافظة وكافة رؤساء الأجهزة الأمنيّة في المحافظة , ومن ثمّ القيام بصولة لفرض القانون والنظام على غرار صولة 2008 التي انقذت الشعب العراقي من شرور وإجرام العصابات الخارجة عن القانون .. وبدورنا نعزّي القضاء العراقي وعلى رأسه حادي ركبه الدكتور ( فائق زيدان ) بهذه الفاجعة الأليمة , ونعزّي عوائل الشهداء ( أحمد الساعدي و حسام العلياوي ) بمصابهم , ونسأل الله تعالى ينقذ العراق والعراقيين من براثن حكومة ( الجبان ) مصطفى الكاظمي , وأن يمنّ عليهم بحكومة قويّة ورئيس وزراء قويّ وشجاع يحفظ حياة الناس وأموالهم وأعراضهم ويوقف سطوة العصابات الخارجة عن القانون .. إنّه سميع مجيب ..
أياد السماوي
في 07 / 02 / 2022