بقلم : حسن المياح …
والذي قدم أولاده ، وأطفاله الذين شبوا وقوى عود شبابهم ، ضحايا وشهداءآ وقرابينآ ، من أجل العقيدة ، وطهارة وسيادة تربة الوطن ، ولم يقبض من ربى وسهر ، وتعب وشقي ، وتألم وتعذب ، من أب والد صابر صامد ، وأم مفتونة حنونة والدة ، تحمل ثقله ومسؤوليته تسعة أشهر ، وذلك الوليد المرجو النتظر ، قابع في رياض الرحمة ، ومستأنسآ بحدائق التغذية بحبل سري محفوظ مصون ، والمتفسح ببساتين الرخاء والإسترخاء والتزود من فاضل ما في رحم من حملته كرهآ ، ووضعته كرهآ ، وهي المتأملة رؤية إشراقة وجهه الصبوح القداح عطر الياسمين ، والفياض مسرة وإرتياحات ، في ظلمات ثلاث ، وهو الآمن في إستقرار ، والمحافظ عليه وهو المرتاح الذي يتزود من طهر وعطر وخلاصة ما في رحم الأم من رحمات وبركات ، وفيوضات وعطاءات ، زودها ربها الله سبحانه وتعالى ، خالقها العظيم ….. الذي ما أعظمه من خالق … ، وما أرحمه من رب …. ، وما أكرمه من إلاه مكون واجد ……. ، أو يحصل ( ذلك الشهيد المضحي هو وأبواه ) ولو حتى على تمجيد ذكراهم ، بذكرى تريح القلب بنفث زفرات ألم وآلام وتألمات ، وقذف حمم أهات وتقلصات ، وتنهيدات وإنبساطات ، وولولات وذرف دموع طيبات حارات ساخنات زاكيات ، من إقامة حفل خاص مخصص نموذج لإستذكارهم ، أو ندوة للإشادة بتضحياتهم ، تأبينآ وعلاج شكوى وتطبيب جروح نزفت دماءآ شلالات متدفقات وفرقة بعاد وإنعزالات وضياعات وغيابات وتغيبات ، وتعلم ونهل وتلقي وتزود وإستقبال دروس الفداء والتضحية من أجل العقيدة والوطن …. ؟؟؟؟؟
الكل من السياسيين الأنجاس الأرجاس ، السافلين الأوباش ، الطامعين العملاء الوحوش الأحباش ، منشغل بالكرسي والمنصب ، ونهب الدولار وسرقة الدينار ، والتلذذ بالقصر والفيلات ، والإستمتاع تنقلآ ونزهات بالجكسارات والBM ات ، والمارسدسات والمونيكات ، والأوبامات والكلسلرات ، وما شابه وما ماثل وما منح الأفراح ووهب المسرات ….. ، وما يتأمله حتمآ من إمتيازات خيالية تفوق التصور تصديقآ ، وتسلب التصديق تصورآ ……
هذا السياسي يزبد ، وذاك المسؤول يعربد …. وهذا الزعيم يحرك ، وذاك القائد يجمد …. وهذا اللص يخطط للنهب ، وذاك الصعلوك الحرامي يعد العدة للسرقات …. وهذا البلطجي المتسلط الدكتاتور يهدد ، وذاك المستبد المتفرعن يتوعد …. ، وهذا المتلهف المتقاتل نهمآ وجوعآ يحمل ، وذاك الذي إنتفش وإنتفخ وتورم يشيص …. وهذا المجرم السافل ينتقم ، وذاك القاتل الوحش يبلطج … وهذا السفيه الوغد الزنيم يضحك ، وذاك السافل المنحط الهابط يسخر ….. وهذا هو تلاطم الموج الذي يهدر فسادآ ، وإجتماع الأمواج التي تصدر الإجرام والظلم والمنع والحرمان التي يقوم بها ويعجها ويفعلها ويعملها ويصر عليها ويمارسها السلطان ….. والتي مصيرها ونهايتها أنها تتكسر لما تقابلها مجابهة مقاومة الساحل الواعي محاربة الفساد والإجرام والضغط واللطام ، والسواحل والأرض الصلبة التي هي بالمرصاد لكل من طغى وتجبر ، وتفرعن وإستبد ، وحكم وظلم ….، لا الأرض الخصبة المسترخية الرخوة الهشة التي تبش ، ولا تهش ، ولا تنش ، بل توشوش ، وتبشبش ملاطفة عناق فساد وإجرام ، وإستقبال وقبول ظلم وحرمان ……
وتلك هي رواية الشهادة والشهداء …… وذلك هو تاريخ التضحية والأضحية والضحايا والقرابين … ، وهذه هي قصة الأكباد الذين يقدمون ضحايآ وقرابينآ …. والمسؤول يضرس النهب هرسآ ، ويتقاسم ويتحاصص ويلتقم السرقات والنهوبات إزدرادآ وبلعآ ، بعد القضم والتقطيع والطحن سنآ نابآ متوحشآ ، وضرسآ معكوفآ حادآ مدببآ مسمومآ ……..
وما أحلى الشهادة لما هي باب من أبواب الجنة ، وأنها سلوك الطريق المستقيمة الى جنان الخلد مع الأنبياء الطاهرين ، والرسل والمطهرين ، والأئمة المعصومين الأطهار ….. وأولئك هم الشهداء الطيبون الأبرار …… عليهم جميعآ الصلوات وأفضل التسليم …..
حسن المياح – البصرة .