بقلم: كاظم فنجان الحمامي …
لا ضير من ارتكاب الأخطاء اثناء العمل، لكن تكرارها مئات المرات وفي المكان نفسه يثير في نفوسنا الشكوك والتساؤلات. .
من الطبيعي ان يقع الإنسان في الخطأ. ولكن من غير الطبيعي ان تتكرر الخروقات والانتهاكات أمام مرأى الجهات المكلفة بالتصدي لها، سيما ان تكليفها الرسمي يحتم عليها الحد من التجاوزات ومنع تكرارها. .
في كل يوم تقريبا تردنا الأخبار من منفذ ميناء أم قصر عن ضبط مواد مهربة. فلماذا تتكرر محاولات التهريب كل يوم وبالطريقة نفسها وفي الموقع ذاته ؟. ولماذا تتكرر حالات تزوير مستندات ترسيم البضائع في المحرمات المينائية وخارجها ؟. ولماذا تتكرر حالات ترسيم البضائع بأقل من قيمتها الحقيقية ؟. ألا يفترض ان تكون الإجراءات رادعة وحاسمة ومتشددة بقوة القوانين الصارمة ؟. .
لا شك اننا نبتهج كثيرا عندما نتلقى الأخبار المفرحة عن ضبط المهربات في الموانئ، ونثني على جهود المفتشين، لكن مسلسل ضبطها يعاد بثه كل يوم من قنوات الميناء بالترددات نفسها، حتى صار من المسلسلات المملة. .
ثم كيف تتكرر هذه الخروقات في مكان يعج برجال الدولة من كل الوزارات والهيئات ؟، فلكل وزارة أكثر من تشكيل يعمل هناك، خذ على سبيل المثال وزارة الداخلية التي لديها أكثر من خمسة تشكيلات، ولوزارة المالية اربعة تشكيلات. كل الوزارات تعمل في الميناء بضمنها وزارات الصحة والتخطيط والإسكان. فمن غير المعقول ان تتكرر محاولات التهريب والتزوير والغش التجاري بمعدلات يومية تبعث على الريبة ؟. .