بقلم : أياد السماوي …
لا زالت تداعيات محاصرة واقتحام دار القضاء والعدالة في الكرخ تتفاعل على كافة المستويات الرسمية والشعبية , وبالرغم من أنّ مظاهر الرفض والشجب لهذا العمل المشين والسابقة الخطيرة في التجاوز والتطاول على دار القضاء العراقي لا زال خجولا ولم يصل إلى المستوى الذي يجب أن يكون عليه , خصوصا من قبل كتل التحالف الثلاثي ( الكتلة الصدرية وتحالف السيادة والحزب الديمقراطي الكردستاني ) التي آثرت الصمت على هذه الجريمة ولم يصدر منها أي موقف حتى ولو كان همسا , وهذا مما يوحي أن كتل التحالف الثلاثي تؤيد بالباطن هذا التطاول على دار القضاء في الكرخ .. إلا أنّ رجال القضاء العراقي عازمون على قطع اليد التي تحاول أن تتطاول على القضاء العراقي ورموزه ورجاله الشجعان , أيّ كانت هذه اليد .. وما أن أصدر القضاء العراقي البطل أمر القبض بحق الفريق أحمد ابو رغيف , حتى انبرت جيوش الكاظمي وأبو رغيف وذبابهم الإلكتروني لتكذيب خبر أمر القبض الصادر من القضاء تارة , وبث الإشاعات بسحب أمر القبض الصادر بحق أبو رغيف من قبل القضاء العراقي تارة أخرى في محاولة مكشوفة لنزع ثقة أبناء الشعب العراقي بقضائه العادل والنزيه والشجاع .. وأنّي اذ أؤكد للرأي العام العراقي أن القضاء العراقي قد أصدر أمر القبض بحق الفريق أحمد ابو رغيف وما يشاع عن سحبه غير صحيح بالمطلق ..
ولعلّ هذا العمل المشين الذي استهدف هيبة القضاء , قد فتح أبواب جهنم على رئيس وزراء الغفلة مصطفى الكاظمي ويده الضاربة في الإجرام والابتزاز وانتهاك القانون والدستور أحمد ابو رغيف , ولا شّك أنّ أول تداعيات التطاول على دار القضاء في الكرخ , هو فتح ملّف الجرائم والانتهاكات والتجاوز على القانون والدستور التي ارتكبتها لجنة الأمر الديواني رقم (29) سيئة الصيت , وما اقترفته هذه اللجنة من أعمال وجرائم يندى لها الجبين , من جرائم التعذيب الوحشي بحق المعتقلين التي وصلت حد الموت تحت التعذيب لثلاثة من المعتقلين إلى تهديدهم بالاعتداء على أعراضهم وابتزاز الآخرين بأخذ الأموال منهم مقابل غلق ملّفاتهم .. ولا شّك ايضا أنّ كلّ الجرائم التي اقترفتها لجنة الأمر الديواني رقم (29) خلافا للقانون والدستور ومصادرتها للحقوق المدنية للمعتقلين التي أقرّها الدستور العراقي , ستفتح من جديد بالكامل , وسينال كلّ من قام بهذه الانتهاكات جزاءه العادل , وأولهم رئيس الوزراء الكاظمي الذي يدير ويشرف على عمل هذه اللجنة , وستفتح ملّفات المبتز صباح الكناني وعلاقته بلجنة أبو رغيف , كذلك سيفتح ملّف علاقة هذه اللجنة بعمليات القتل التي طالت المعارضين لحكومة الكاظمي , والتي اعترف بها ( سالم الكريطي ) أمام القضاء في مديرية استخبارات كربلاء بقيامه بهذه الاغتيالات بتوجيه مباشر من الفريق أبو رغيف وهذا مما استدعى قيام أبو رغيف بنقله إلى بغداد بعيدا عن أعين القضاء .. أنّ كلّ المؤشرات والدلائل تشير إلى أنّ يد الكاظمي الضاربة في الإجرام , ستقطع من قبل رجال القضاء العراقي الأبطال , ولن يفلت أبو رغيف ومن جاء به من قبضة رجال القضاء الذين عقدوا العزم متوّكلين على الله وبعزيمة وهمّة لا تلين بتحقيق العدالة وإنصاف كلّ مظلوم ظلم على يد هذا الوحش الكاسر الذي انتهك كلّ الحرمات .. مسك الختام قوله تعالى ( وَلا تَحسَبَنَّ اللَّـهَ غافِلًا عَمّا يَعمَلُ الظّالِمونَ ) …
أياد السماوي
في 26 / 2 / 2022