بقلم: كاظم فنجان الحمامي …
يُعد زبغنيو بريجنسكي من دهاة السياسة الدولية، ويكاد يكون صورة طبق الأصل من هنري كيسنجر، وكلاهما من يهود أوروبا الغربية، حيث ولد بريجنسكي في بولندا، وولد كيسنجر في ألمانيا، وهو يكبر بريجنسكي ببضعة سنوات. لكنهما تركا بصماتهما على الاستراتيجية السياسية للولايات المتحدة الأميركية لفترة غير بسيطة من الزمن، ولم يخفيا عدائهما لروسيا والعرب. .
لم ينل بريجنسكي نصيبه من الشهرة التي نالها كيسنجر، لكن ذلك لم يقلل من شأنه، فهو فائق الذكاء، شديد الدهاء، حاد الطباع. .
نستذكره اليوم بمناسبة اندلاع المواجهات الحربية بين روسيا وأوكرانيا، فقد تنبأ الرجل منذ زمن بعيد بمستقبل اوكرانيا، وقال عنها: انها أكثر الجوائز التي تطمح إليها روسيا. لكنه حذّر البيت الابيض من محاولات إذلال الروس، وحذرهم أيضاً من تطور العلاقات العسكرية بين حلف الناتو وأوكرانيا، واعترض على نشر أسلحة الناتو على أرضها وفي سواحلها، مؤكداً أن أي مبادرة لضم أوكرانيا للحلف ستؤدي حتماً لردود أفعال روسية غير مضمونة العواقب. لكن أمريكا تجاهلت تحذيراته بمرور الوقت، وسارعت لضم عدد من الجمهوريات السوفياتية السابقة إلى الحلف، حتى بلغ تعداد الدول الأعضاء 30 دولة، واقترب الحلف بقواعده الحربية إلى الحدود الروسية المتاخمة لإستونيا ولاتفيا وليتوانيا وبولندا، ثم تحولت أنظاره نحو الحدود الاوكرانية مع روسيا. .
ويُناقض بريجنسكي نفسه أكثر من مرة بوصايا استراتيجية قال فيها: (يتعين على واشنطن أن تحرم روسيا من ثلاث دوائر جيوسياسية مهمة بحكم موقعها الجغرافي ومواردها الطبيعية وهي أوكرانيا، وأوزبكستان وآذربيجان). .
وبصرف النظر عما جاء في نبوءات بريجنسكي بات واضحا ان اوكرانيا هي الخطوة القاتلة في لعبة الشطرنج، التي من ابسط قواعدها انك عندما تفكر في حركة جيدة, ينبغي ان تفكر ثانية, فهناك دائماً حركة أفضل. .