بقلم: كاظم فنجان الحمامي …
يقولون: لا يصاب بالبلل من يبقى بعيدا عن الماء، فالتحذيرات التي أطلقها جون ميرشايمر بين عامي 2014- 2015 حول التوتر الروسي – الاوكراني ذهبت سدى، ولم يعبء بها قادة الناتو، ففي عام 2014، وبعد أن استولت روسيا على شبه جزيرة القرم، كتب ميرشايمر يقول: (إن الولايات المتحدة وحلفاءها الأوروبيين هم السبب الرئيس في كل الأزمات التي عصفت بأوكرانيا). .
وفي عام 2015 أعلن الجيش الأوكراني عن تحركات مريبة ومكثفة للقوات الروسية في المناطق التي يسيطر عليها الانفصاليون شرقي أوكرانيا، بضمنها 80 عجلة عسكرية كانت تتحرك هناك، ورصدوا تحركات لقوافل تحمل المعدات الحربية الثقيلة في الأراضي التي تسيطر عليها جمهورية دونيتسك الشعبية، فجاءت كلمة جون ميرشايمر عام 2015 لكي ترسم تداعيات الصورة المستقبلية المرعبة التي ستحملها السنوات القادمة، في ضوء المعطيات السياسية الخطيرة. .
قال ميرشايمر: (انا متأكد تماما ان ما يحدث هناك، سببه ان الغرب يقود أوكرانيا في متاهات خادعة ستؤدي في النهاية إلى تدميرها، وان الحكمة تحتم علينا تركها على الحياد لكي تبني اقتصادها، ويتعين علينا اخراجها من المنافسة مع روسيا من ناحية، وحلف الناتو من ناحية اخرى، وتركها في وضع حيادي آمن يضمن استقرارها، لكن امريكا وحلفاءها يسعون الآن نحو تشجيع الأوكران للتظاهر بالقوة أمام الروس، وتشجيعهم على التفكير انهم في النهاية سيصبحون جزءاً من الغرب، على أمل ان أمريكا ستلحق الهزيمة ببوتين، وسوف تمشي في هذا الطريق وتقود خلفها أوكرانيا حيث ستلقى حتفها). .
وقال أيضاً: (إذا أصبحت أوكرانيا ديمقراطية ليبرالية مؤيدة لأميركا، وعضواً في الناتو، وعضواً في الاتحاد الأوروبي، فإن الروس يعتبرون ذلك غير مقبول بشكل قاطع. اما إذا لم يكن هناك توسّع للناتو، ولم يكن هناك توسّع للاتحاد الأوروبي، وأصبحت أوكرانيا ديمقراطية ليبرالية، وكانت صديقة للولايات المتحدة والغرب بشكل عام، فمن المحتمل أن تنجو من الهلاك). .
ختاماً: نذكر ان جون جوزيف ميرشايمر: هو عالم سياسي وباحث علاقات دولية أمريكي، ينتمي لمدرسة الواقعية، وله عدة مؤلفات في الجغرافيا السياسية. .
لقد نصحهم وحذرهم عشرات المرات لكنهم لم يسمعوا نصيحته، فوقع الفأس بالرأس، ولات ساعة مندم. .