بقلم : كاظم فنجان الحمامي …
هذا هو عنوان الكتاب الذي أعده الباحث البريطاني مارتن جاك عام 2009. فكان من بين أهم منشوراته، وتُرجم حتى الآن إلى إحدى عشرة لغة، وبيعت منه ملايين النسخ حول العالم. وهو مترجم إلى العربية (ترجمة فاطمة نصر). .
يتناول الكتاب الحداثة الآسيوية وصعود الصين كقوة عالمية عظمى من دون ان تضطر لتتبع النموذج الغربي في الانتقال إلى الحداثة. قوة تتحدى الهيمنة الغربية وتتفوق عليها. .
يتوقع المؤلف ان الصين باعتبارها دولة حضارية ستحكم العالم في السنوات القادمة. ولن يكون تأثيرها اقتصادياً فحسب، بل سيكون ثقافياً أيضاً، مما سيؤدي إلى تنوع المستقبل العالمي في الحداثة المتنازع عليها. .
والسؤال الأهم الذي يطرحه المؤلف: هل ستحكم الصين العالم في ضوء ما تحققه من إنجازات مشهودة، وقدرات فائقة في حشد الموارد والأموال للاستثمار في التكنولوجيا العالمية بموازاة النمو المتسارع للموارد البشرية، حتى أصبحت تشكل تحدياً قوياً للغرب، وبخاصة للولايات المتحدة. لكنها لن تحل محلها ما لم تستطع تحقيق المزيد من الخطوات الإستراتيجية المؤثرة. .
اللافت للنظر انه منذ الإصدار الأول لكتاب (عندما تحكم الصين العالم)، ومؤشرات القوة العالمية تتغير بقفزات مجنونة. وجاءت تغيراتها موازية تماماً لتوقعات المؤلف (مارتن جاك). ثم جاءت الطبعة الجديدة الموسعة مدعومة بأحدث البيانات الإحصائية، التي يؤكد فيها المؤلف رؤيته الثاقبة حول صعود الصين، موضحاً كيف سيكون تأثيرها سياسياً وثقافياً واقتصادياً. فحجم الاقتصاد الصيني عام 2025 سيتجاوز الاقتصاد الأميركي وسيتضاعف عام 2050.
وبالتالي فأن الصين هي الأغنى والأكثر تماسكاً، وهي الرائدة في أسلوب الإنتاج الاقتصادي القائم على الدقة والسرعة والمرونة، بينما ظلت الإدارة الأمريكية متخلفة جداً إزاء النمو الاقتصادي الصيني، والغريب بالامر أن أمريكا تروّج للديمقراطية في محيطها الداخلي، بينما تصر الصين على نشر الديمقراطية وتطبيق نظام المصير المشترك في جميع أنحاء العالم، ويبدو أنها لن تكتفي بلقب (القوة العظمى)، بل ستضع أوروبا على الهامش. في حين ظلت القارة العجوز بعيدة عن إدراك هذه الحقيقة. .