بقلم: كاظم فنجان الحمامي ..
الكتاب الذي نستعرضه هنا بعنوان (mapping the belt and road initiative) من تأليف كل من (هارش پانت Harsh Pant)، و(پريميشا ساها Premesha Saha)، وهو من اصدارات عام 2021 عن مؤسسة Observer Research Foundation. .
يتناول الكتاب بالشرح المعزز بالخرائط مبادرة الحزام والطريق التي أطلقها الرئيس الصيني عام 2013 خلال جولته في كازاخستان وإندونيسيا، وكانت من بين أكثر المشاريع طموحا في العالم، وأكثرها توسعاً وامتدادا من شرق آسيا إلى أوروبا، وفيها توسعاً كبيرا لنفوذها الاقتصادي والسياسي بين البلدان، فالخطة التي سميت مبدئياً (حزام واحد ، طريق واحد)، كانت ذات شقين:-
- طريق الحرير البري.
- وطريق الحرير البحري.
وتهدف إلى ربط البلدان في قارتي آسيا وأوروبا بشبكة واحدة للنقل العابر. .
فعلى الصعيد البحري باشرت الصين ببناء الموانئ ومحطات السكك الحديدية لربط جنوب شرق آسيا بالمقاطعات الجنوبية في الصين. وقد تهافتت عشرات البلدان حتى الآن في التعاقد معها، في الوقت الذي تشير فيه التوقعات ان النفقات الإجمالية للصين ستصل إلى 1.3 تريليون دولار بحلول عام 2027. وقد اشتركت ثلاث جهات حكومية صينية منذ عام 2015 بنشر الخرائط العامة لمسارات خطوط الربط السككي، وخطوط الرحلات البحرية، والمحطات المحورية، والمنافذ الحدودية. .
تهدف المبادرة أيضاً إلى تطوير البنى التحتية، وإنشاء شبكة واسعة من خطوط السكك الحديدية، وخطوط أنابيب الطاقة، والطرق السريعة وحوالي 50 منطقة اقتصادية خاصة تتعامل بالعملة الصينية، لتعزيز زعامتها الاقتصادية، وتوسيع نفوذها السياسي بالتواصل مع جيرانها لتأكيد وجودها على المسرح العالمي. بعبارة أخرى، تقف مبادرة الحزام والطريق على ركائز الدوافع الجيوسياسية والاقتصادية، وتسير بالتوازي مع علاقاتها الثنائية المتينة في البحث عن أسواق جديدة لمنتجاتها المحسنة. .
جاءت هذه المبادرة انطلاقا من إدراك الصين للأهمية المتزايدة للجغرافيا البحرية في المحيطين الهندي والهادئ. والتي اصبحت في السنوات الأخيرة مسرحاً سياسياً وتجارياً وأمنياً للولايات المتحدة واليابان وأستراليا والهند والمملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا والبلدان الآسيوية. .
سوف تعتمد الصين على قدراتها لتجاوز العقبات بتطور رؤية متعددة الأطراف لمشاريعها، لكنها ليست بمنأى عن المنغصات الدولية. فقد كشفت اليابان، على سبيل المثال، إلى جانب الهند عن تعاونهما التنموي مع دول أخرى لتفعيل مشاريعهما في النقل العابر بين آسيا وأفريقيا. بينما أطلقت الولايات المتحدة مؤسسة للتمويل والتنمية الدولية الأمريكية (USIDFC) للتنافس مع البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية. وانضمت الولايات المتحدة وأستراليا إلى اليابان في الإعلان عن خطط من خلال شبكة النقطة الزرقاء (Blue Dot Network) كبديل للمبادرة الصينية. والتي هي عبارة عن مبادرة أخرى موازية للمبادرة الصينية أطلقتها الولايات المتحدة واليابان وأستراليا لتعزيز مبادئ تطوير البنية التحتية المستدامة في جميع أنحاء العالم. .
بقدم المؤلفان تحليلات نهائية لجوانب متعددة من مبادرة الحزام والطريق في مناطق جنوب آسيا وجنوب شرق آسيا وأفريقيا وغرب آسيا وآسيا الوسطى وأمريكا اللاتينية، ومدى استجاباتها للمبادرة. ويسلط الكتاب الأضواء على ردود أفعال الولايات المتحدة واليابان والاتحاد الأوروبي وروسيا. .
ويقدم المؤلفان تحليلاً متعمقاً لمبادرة الحزام والطريق. .