بلاوي نيوز …
كشفت أربعة مصادر لبنانية وعراقية أن مساعدات مالية تلقاها قضاة لبنانيون من نظرائهم العراقيين مؤخرا، بعد تبادل زيارات بين الطرفين خلال الفترة الماضية.
وكان وفد لبناني قام بزيارة الى بغداد واربيل في كانون الأول/ يناير الماضي، ضم وزير العدل القاضي المتقاعد هنري الخوري ورئيس مجلس القضاء الاعلى سهيل عبود، والى جانب لقائه مع رئيس الحكومة العراقي مصطفى الكاظمي، فإن الوفد اللبناني التقى ايضا رئيس مجلس القضاء الاعلى العراقي فائق زيدان، حيث طلب الوفد اللبناني منحة مالية.
ثم قام وفد من مجلس القضاء الاعلى العراقي بزيارة إلى بيروت في مارس/آذار الماضي حيث سلّم الجانب اللبناني “منحة مالية”، بحسب تسريبات.
وخصصت الأموال العراقية لمجلس القضاء اللبناني. وقال مصدران مطلعان في لبنان ، ان المبلغ الذي تلقاه اللبنانيون بلغ نحو 300 ألف دولار، في حين قال مصدر لبناني ثالث أن كل عضو في الجسم القضائي اللبناني، تلقى كمساعدة، 10 ملايين ليرة (نحو 400 دولار).
يذكر ان أعضاء الجسم القضائي في لبنان يبلغ حوالى 600 قاض بالاجمال. وتشير تقارير الى عشرات القضاة اللبنانيين يسعون الى مغادرة البلاد للعمل في الخارج، بسبب تردي الاحوال المعيشية وتدني قيمة رواتبهم.
وكانت معلومات أفادت بان الوفد اللبناني طلب مساعدات كرواتب تصل قيمتها الى نحو 3 ملايين دولار. لكن لم يتسن التأكد منها بشكل رسمي.
ويعتقد ان مبلغ ال300 الف دولار سلم الى اللبنانيين خلال زيارة الوفد العراقي الى بيروت في اذار/مارس الماضي حيث جاء تعبيرا عن تضامن قضاة العراق مع نظرائهم اللبنانيين لتجاوز الازمة الاقتصادية الخانقة التي تضرب كل اللبنانيين.
ولم يعلن رسميا ايضا عن مبلغ ال300 الف دولار، لكن مصدرين لبنانيين اكدا ” ان هذه هي قيمة المبلغ المقدم. واكتفى وزير العدل اللبناني هنري الخوري بالقول وقتها ان “المساعدة تندرج ضمن المساعي الفردية لأعضاء من الجسم القضائي العراقي الذين اتخذوا مبادرة للوقوف إلى جانب أعضاء الجسم القضائي اللبناني”.
واعتبرت المصادر ان زيارة الوفد اللبناني الى العراق قبل ثلاثة شهور، لم تكن موفقة في شكلها ومضمونها وتركيبة الوفد اللبناني، وانها أثارت نوعا من التململ من جانب الكاظمي نفسه الذي كان بادر من قبل الى مساعدة لبنان من خلال شحنات الفيول لتشغيل معامل الكهرباء في شبه المعطلة في لبنان بعد مفاوضات رسمية جرت بين حكومتي البلدين.
وتحدث مصدر مطلع عن استياء في صفوف القضاء من خطوة الخوري وعبود التي جعلت قضاة العراق يتبرعون من رواتبهم الخاصة، بالرغم من شعورهم بالامتنان تجاه مبادرة العراقيين.