بقلم : أياد السماوي ..
(انعل أبو إيران لابو أمريكا ذيل لوگي ) .. بهذا الهتاف المسيء للشقيقة إيران ولعامة أبناء شيعة العراق الذين يعتبرون إيران عمقهم الديني والمذهبي , هتفت جموع السفلة والمنحطين من أبناء البعثيين والأوباش المغرّر بهم مساء أمس في ساحة النسور وسط العاصمة بغداد .. وربّ سائل يسأل من هم هؤلاء الذيول و اللوگية المقصودين في هتاف جموع السفلة والأوباش ؟ ويا ترى من هي الجهات التي تريد زرع العداوة والبغضاء عند العراقيين ضدّ الشعب الإيراني الشقيق وإيران الثورة والمقاومة والجارة الشقيقة ؟ وهل حقيقة أنّ مشاكل العراقيين مع حكوماتهم الفاسدة تقف ورائها إيران ؟ وما علاقة هتاف ( انعل أبو إيران لابو أمريكا ذيل لوگي ) بالهتاف القديم ( إيران برّة برّة ) ؟ فهل يعني ذلك أنّ إسرائيل قد نجحت بإقناع بعض العراقيين أنّ إيران هي سبب كلّ معاناتهم وآلامهم كما نجحت بإقناع حكومات الخليج وبعض الحكومات العربية أنّ إيران هي العدو الأول للعرب والمسلمين ؟ وأنّ إسرائيل هي دولة صديقة للعرب والمسلمين ؟ وهل أنّ القوى الدولية المعادية إلى إيران هي التي تقف الآن وراء موجة العداء إلى إيران ؟ من هي القوى السياسية العراقية التي تريد أن يلتحق العراق بهذا المخطط المعادي للشقيقة إيران ؟ أسئلة ينبغي تسليط الضوء عليها ..
لا شّك أنّ مخطط جّر العراقيين وإقناعهم بالالتحاق بمسيرة التطبيع مع إسرائيل , يصطدم بعقبات جدّية كبرى , أهم هذه العقبات هي .. المرجعيات الدينية الشيعية في النجف الاشرف التي ترى أنّ الكيان الصهيوني هو كيان مغتصب للأرض والمقدّسات العربية والإسلامية .. والحشد الشعبي وفصائل المقاومة الإسلامية التي تعتبر التطبيع مع إسرائيل محرّم من المحرّمات الكبرى .. والعلاقة المصيرية التي تربط الشعبين الشقيقين العراقي والإيراني .. فلا بدّ أولا من إضعاف دور النجف الأشرف ومرجعياتها الدينية وتوجيه الأنظار نحو المركز الشيعي الجديد المتمّثل بالحنّانة , وهذا ما أشار إليه ( حازم الأعرجي ) ويعمل عليه تيّار مقتدى الصدر .. الأمر الثاني هو شيطنة الحشد الشعبي وفصائل المقاومة الإسلامية وتصويرهم أنّهم مليشيات خارجة عن القانون تعمل بتوجيه من إيران , وهي مليشيات وقحة ينبغي نزع سلاحها وحلّها وتصفية وقتل أبرز قادتها .. والأمر الثالث والخطير هو ما جرى مساء يوم أمس في ساحة النسور وسط بغداد من هتفافات مسيئة للعراق وشعبه قبل إيران وشعبها وحكومتها ,.. فتعميق مظاهر العداء للشقيقة إيران يجري على قدم وساق وبتخطيط دولي تحت إشراف خبراء صهاينة يتّخذون من شمال العراق مركزا لهم , وهذا المخطط الخطير تشترك به قوى سياسية شيعية وسنيّة وكردية .. فالهدف النهائي من هذا المخطط هو إقناع العراقيين أنّ إيران هي سبب كلّ هذا البلاء الذي لحق بالعراق وشعبه وتسبّب بكل هذه الآلام والمعاناة وأنّ إيران هي عدو شيعة العراق قبل سنّتهم وكردهم ..
وللأسف الشديد أنّ زعيم التيّار الصدري مقتدى الصدر قد لعب دورا كبيرا في ترسيخ موجة العداء لإيران داخل تيّاره من خلال تركيزه المستمر بشعار ( لا شرقية ولا غربية ) , وأنصاره هم أول من رفع شعار ( إيران برّة برّة ) وهم الذين حرقوا القنصليات الإيرانية في كربلاء والبصرة , وما جرى مساء أمس في ساحة النسور هو نتيجة حتميّة لشعار ( لا شرقية ولا غربية ) , أمّا بالنسبة لحشر أسم أمريكا في شعار ( انعل أبو إيران لابو أمريكا ذيل لوگي ) , فالهدف منه ذر الرماد في العيون وتظليل العراقيين أنّ إيران ليست هي المقصودة لوحدها .. فإذا كانت إيران هي سبب كلّ هذا الفساد والنهب للمال العام , فهل كان التيّار الصدري في منأى عن الحكومات الفاسدة التي أعقبت سقوط النظام الديكتاتوري ؟؟ وهل أنّ إيران هي التي تسرق نفط الشعب العراقي وتبيعه إلى إسرائيل ؟؟ أم أنّ إيران هي التي أوعزت لمحافظ البنك المركزي لرفع سعر الدولار والتسبب بهذا الارتفاع الجامح في أسعار السلع والخدمات ؟؟ أم أنّ إيران هي شريكة للحليف محمد الحلبوسي في سرقة ونهب أموال العراقيين ؟؟ أم أنّ إيران هي التي تدير الوزارات الخدمية في العراق وهي السبب في تدّني الخدمات العامة من كهرباء وماء صالح للشرب وصحّة وتعليم ؟؟ أم أنّ القواعد والمعسكرات الأجنبية والوجود العسكري الأجنبي في العراق هي قواعد ومعسكرات إيرانية ؟؟ فهل لإيران وجود عسكري في داخل العراق ؟؟ أم أنّ الذين هتفوا ضدّ إيران يقصدون بهتافهم الحشد الشعبي وفصائل المقاومة الإسلامية ؟؟ فأمريكا وإسرائيل والسعودية والأمارات هم وحدهم من يعتبر الحشد الشعبي وفصائل المقاومة الإسلامية جيش إيراني داخل العراق .. فإذا كانت إيران بهذا السوء وبهذا الحقد فلماذا ادّعى زعيم التيّار الصدري مقتدى الصدر عندما كان مقيما في إيران أنه ينحدر من أصول إيرانية وطالب الحكومة الإيرانية عام 2009 بالجنسية الإيرانية ؟؟ أخيرا , هل من العدالة والإنصاق مساواة إيران بأمريكا المجرمة ؟؟