بقلم: كاظم فنجان الحمامي …
لسنا ضد أو مع أحد، إلا أن قلوبنا ومشاعرنا الشرقية تبقى دائما وأبداً مع الأطفال والمدنيين الباحثين عن الملاذ الآمن هرباً من نيران المعارك المتفجرة في ضواحي المدن الاوكرانية، لكن هذه الحرب الملعونه عادت بنا إلى الأيام التي كنا فيها نخشى أن نعطس أو نشعل عود ثقاب في ظلام البصرة الدامس، فقد كانت طائرات الناتو تتربص بنا وتراقب تحركاتنا، وكانت مروحياتها الاستطلاعية تتبختر في تحليقها المنخفض، بينما كانت الفانتوم تمارس عروضها البهلوانية آمنة مطمئنة، فتصول وتجول على هواها متفاخرة بتفوقها التقني وتصميمها المغزلي. أما اليوم فقد صارت تطير على استحياء خوفاً من مواجهة المجسات الجوية الروسية القادرة على تدميرها على المدرج، بمجرد خروجها من جحورها وأوكارها. .
قبل بضعة أيام اتيحت لي الفرصة لمشاهدة مقاطع فيلمية لطائرة روسية تحوم وتتراقص على إرتفاع بضعة أمتار فوق حاملة فرنسية كانت تختبئ بكل براءة خلف جزيرة قبرص، في مكان بعيد جدا عن الجبهة، هكذا وبكل بساطة تحولت قاصفات الناتو الى غربان بلا ريش، وتحولت مقاتلاتهم الى زرازير مذعورة ترتجف خوفا من الصقور والصگارة. وباتت تبحث عن الختلات، فلا تحليق منخفض، ولا اختراق لحاجز الصوت في مسرح العمليات الحربية بعد الآن، ويا ويله ويا سواد ليله اللي يطلّع رأسه بالليل أو بالنهار. وكثر الحديث هذه الأيام عن طائرة مجهولة أثارت الخوف والذعر في سماء دول الناتو، لا يعرفون نوعها ولا صنفها، في حين قال خبراء الناتو إن نظامهم الجوي والصاروخي لم يستطع تعقب مسارها بسبب الخوف المطبق الذي كتم على أنفاسهم، وقالوا أيضاً: ان طائرة مجهولة أخرى حلقت لأكثر من 40 دقيقة فوق المجر، ثم حلقت فوق كرواتيا، ثم فوق رومانيا من دون ان يعترضها الناتو، فقد ولت أيام البهلوانيات والمرجلة، يوم كانت طائراتهم تتشقلب وتتقلب بحركات حلزونية فوق رؤوس أهلنا في العراق. .
وقديما قالها شاعرنا الحلي:
ان الزرازير لما قام قائمها.
توهمت أنها صارت شواهينا.
والزرازير جمع زرزور صغير الحجم لا حول له ولا قوة، سواء كان من طراز F-35С، أو من طراز رافال، فالاجواء لم تعد متاحة لتلك الزرازير في ملاعب الصگارة. .