بقلم : حسن المياح …
( ما جرى في سوريا في ثلاثينيات القرن التاسع عشر من إحتلال فرنسي صليبي ظالم مجرم ناهب ، هو مثيله الذي يجري ، ولا زال جاريآ ، في العراق بعد إحتلاله من قبل الغزو الأميركي البريطاني الصليبي الصهيوني اللئيم المجرم الناهب عام ٢٠٠٣م …. )
الأغلب الأعم من الشعوب العربية المتعددة أوطانآ ، المتنوعة حكومات ، عمومآ — وخصوصآ الشعب العراقي في ليالي شهر رمضان الكريم المكرم الفضيل — قد شاهد المسلسل السوري《 باب الحارة 》وتعرف على شخوص الممثلين فيه أداءآ تمثيليآ رائعآ خالبآ جاذبآ — لا حقيقة حال وجود شخصي على ما هو الممثل عليه في وضعه الطبيعي المعتاد ، لما يعيش حياته الطبيعية الإعتيادية في الحياة ، بإعتبار التمثيل هو وسيلة تعبير تحكي عن واقع حال تم المرور به ، وهو ( الأداء التمثيلي ، وخصوصآ الدرامي الهادف منه ) ينقل طبيعة عيش المعاناة ، وما مدى تأثيرها ، وما هو متأثر منه وبه المواطن السوري ( الذي هو رمز كل مواطن يعيش فترة إحتلال بلاده من قبل قوة دولة غاشمة معتدية تتوسل الإحتلال للإستعمار ونهب الثروات ) ، وما للمواطن السوري فيه ( في الإحتلال ) من درس وعبرة ونصيحة ، ووعي وتربية وتعليم وخدمة ، وما فيه للمواطن السوري من تأثير متأثر ومؤثر ، وما فيه من أثر وإثرة وإيثار ….. ؛ ولكنه ، على كل حال ، قد مارسه وإنجبر ……. والذي صبر ووعى وإعتبر هو الذي ظفر — الذي هم ( أي الممثلون من خلال تمثيلهم الدرامي التصويري ) المرآة العاكسة لما حدث لسوريا في الثلاثينيات من القرن التاسع عشر من إحتلال فرنسي مجرم بغيض …..
ونريد أن نركز على شخصية الممثل ** أبو جودت ** ( مسؤول المخفر لحارة ، أو أكثر لما له من نهم تسلط طغيان مستبد ونهب لصوصي متصعلك ، كما هو الحال عند المسؤول السياسي العراقي لما يتطلع إستحواذآ إلتهامآ نهبآ لمناصب أخرى ومواقع مسؤولية أكثر من الواحدة التي هو فيها سلطانآ طاغية دكتاتورآ مستبدآ صعلوكآ مجرمآ سارقآ ناهبآ …… ، الذي هو زهير رمضان ، الذي أصبح مؤخرآ نقيب الفنانين في سوريا ، وكذلك نال درجة عضوية مجلس الشعب في سوريا ، والذي توفي قبل عام تقريبآ أو أكثر بقليل مدة أشهر وأسابيع وأيام ، رحمه الله تعالى ) مما له من دور رمز تمثيل عميق دال مؤشر ، موضح مبين ، حاك فاضح ، التي تنطبق شخصيته إنكباق تشابه إقتراب الكمال والتمام من شخصية المسؤول السياسي العراقي ، الذي مارس المسؤولية بعد الإحتلال الأميركي البريطاني الصليبي للعراق عام ٢٠٠٣م …. وسنرى وجوه التشابه الكثيرة بين الشخص الممثل أبي جودت ، والسياسي المسؤول العراقي الفاسد ، الذي مارس التسلط ، ودشن أداء تكليف المسؤولية بعزم وفضل المحتل ، وكلا المحتلين والإحتلالين هما أجنبيان مستعمران غاصبان للسيادة الوطنية في سوريا ، والسيادة الوطنية في العراق ، بما هما إحتلال فرض بلطجة سلاح ، وصعلكة مكيافيلية نهب ثروات للبلد الذي يحتلانهما عنوة ، وبالقوة ، وبالسلاح المجرم القاتل الفتاك ….. ؟؟؟
** أبو جودت ** حقيقة وتمثيلآ هو سوري الأصل والنشأة والتربية والدرج العمري المتصاعد في السن ، وسوريا هي وطنه الذي فيه مسقط رأسه ، ونمو وتطور وتقدم صحته وعافيته ، وكان بناء لحم كتفيه من تربة وطنه السوري ، حتى إشتد عود قوامه ، وأصبح رجلآ مؤهلآ خصوبة ، ملؤه الحيوية والشباب الكامل من فاضل نتاج زرع تربة وطنه سوريا ….. ولم يحمد الله سبحانه وتعالى ( لما قام به من تمثيل شخصية درامية تصويرية تجسيدية تحاكي وتقلد الواقع بما هو سلوكآ وفعلآ وقولآ وتعاملآ لما يقوم به العميل الخائن السوري الذي يسمونه السوريون بلهجتهم السورية ” العوايني ” لسيده الإحتلال الفرنسي الذي حكم بلده سوريا ) على ما أنعم عليه من عطاء ثروات بلده السوري ، ولم يستحمده على الرعاية والعناية …. وسولت له نفسه الأمارة بالسوء الى أن يكون العميل العبد الخاضع ، السافل المطيع ، الخانع الجبان ، لما إرتمى صعلوكآ مهانآ يتقلب في أحضان الصليبية الفرنسية الإباحية المثلية المحتلة الغاصبة المستعمرة الناهبة لثروات سوريا إنسانآ بشرآ ، وثروات مادة أموال وكنوزآ …. عله يتساقط عليه من فتاتهم الحقير الرذيل القليل الذي يرمونه شراء ذمم مجرمة عديمة الضمير وفاقدة لكل ما هو روح وطن وإنتماء وطنية …. وفتاتهم المنهوب هذا حاله كحال الأوراق اليابسة الجافة الصفراء اللئيمة الفاقدة الحياة والنفع والفائدة ، لما تسقط من الشجر في فصل الخريف ، الذي فيه تتخلى الأشجار من حطامها وعطبها ، وزبالتها وقاذوراتها ، وما تتنزه عنه أن يكون منها تكوينآ عضويآ ، وفيها إلتصاق جزء من جسد بكل ، وعليها مما هو شكل جمال منظر ،وتعبير كمال وجود فتان ساحر مفيد نافع جاذب ….. وهذا هو قوت العملاء الأوباش الصغار المستهلكين ( بفتح اللام ) الذي عليه يعتاشون ، ويديمون وجودهم المتسافل السفيه الهزيل الرذيل ……
** أبو جودت ** كممثل يؤدي دور العميل ، هو اللئيم التافه ، الساقط الهزيل ، الجبان الرعديد ، الهابط المهزلة ، لما يمثل حضورآ مستحمرآ ، مجبرآ لأوامر أسياده ، أولي نعمة النهب السحت الحرام ، تافهآ مرغمآ خاضعآ خانعآ مستعبدآ مقبلآ أقدام أسياده المحتلين الفرنسيين حفظآ وإصرارآ لبقاء وجوده العميل الخادم التعيس المهان ، لئلا يرفضوه وجود مسؤول له سلطان حاكمية ناهبة ، ويتنازلوا عن خدماته العميلة التي في نظرهم أنها أصبحت لا تجدي نفعآ لهم ، ولا مصلحة ، ويطردوه من قطيع وسرب الحيوانات الضالة السائبة التائهة التي تبحث عن فضل زبل جيفة نجسة مهانة نتنة ….. ، وهو من وجه آخر يسلك سلوك الذئب المتنمر المستأسد ظلمآ وإفتراسآ ، ووحشية وسلطان فرعنة غابات موحشة ، ونهب ثروات ولحوم بشر من أبناء جلدته ووطنه سوريا ، التي غذته وجادت عليه من تربتها الخصبة النامية المعطاء نعمآ كثارآ وأفضالآ كثيرة ، حتى بنى جسده المجرم العميل الخائن من فاضل ثرواتها وخيراتها وعطاءاتها بنيانآ ، وإهتمت به ، ورعته ، وإعتنت به …. وهو لم يف لها على إخلاصها وحياطتها وكفايتها له ، ولم يحترمها ، فضلآ عن أن يقدسها ….. وهكذا هم العملاء الأتراس السفهاء ، الخائنون تربة الوطن ، والغادرون شعبه ، الأنذال المهازيل الهزال ….. ؟؟؟
ولا نطيل على القاريء المستعجل — السئم اللاصابر مطاولة على القراءة — الشرح والتفصيل والنقد ، لنسبب له الألم ، ونحدث عنده التألم واللوعة ، ونحل عليه الضجر والكسل والملل ….. بالرغم مما في المسلسل《 باب الحارة 》من دروس وعبر ، ومن فوائد وفواصل ، ومن تجارب ونصائح ، وما فيها من مظالم وعذابات وسموم زهر …. وما الى ذلك سبيلآ …..