بقلم : حسن المياح ..
كلام عام لا خصوص لمسؤول سياسي فيه ، أو بتعرض له على التعيين ؛ وإنما من حقيقة وطبيعة العام أنه يشتمل على الخصوص على أنه جزءآ من كل ، ولا ينفك الجزء من الكل ، لأن نبع وجوده وتكوينه هو من الكل وجودآ وحالة تكوين …….
اليوم يوم عيد الصحافة ، ولا تكون صحافة حقيقية جوهرية أساسية تنقل الحقيقة بما هي ، وتعلنها بين الناس ، ليطلعوا عليها ، ويسمعونها ، ويشاهدونها ، ويفهمونها ويدركونها بعد التأكد منها غربلة وتمحيصها — وكل هذا يكون …..《 لما تملك حريتها 》، وتعبر بكل شجاعة وفروسية ، ونزاهة وطهارة ، وموضوعية وحيادية ، عن وجدانها ، وضميرها ، وعلمها ، وتربيتها ، وتهذيبها ، وتثقيفها ، وتقديم طعامها الشهي اللذيذ بما تذيعه من أخبار حارة طازجة حية …. وعلى السياسي المسؤول أن لا يمتعض ويتأثر سلبآ ، أو تثار أعصابه هيجانآ ليفيح سمه الناقع القاتل زفيرآ على الذي يكتب عما هو عليه من تصرف فاسد ومنحرف ولا مسؤول ، وينقده بموضوعية ويعريه أجردآ — بما يكشف عريه هذا مما فيه من درن فساد ، وعلوق قذارة إنحراف ….. ويكأنه يخرج كما هو في الساعة التي فيها قذفه رحم أمه كرهآ مولودآ عريانآ أبيضآ نظيفآ ……. ، عله يصحى ويندم ، ولعله يتوب ويعود سلوكآ مسؤولآ صالحآ الى ما هو المرتجى منه لما يتصدى للمسؤولية تكليفآ كفوءآ ؛ لا تعيينآ مستعبدآ عميلآ …. ، وهو الذي يؤدي القسم بالله العظيم — خالق وجبار السموات والأرضين — أنه المحافظ والصائن للحق ، وأداء المسؤولية والواجب بإصلاح ، والوطنية ، والسيادة لما هو طهر تراب العراق العظيم ، الذي من نبات تربته الطهر الطاهر الطهور ، ( والمطهر له ولسلوكه ، لما يتناوله من حلال وبإستحقاق أجر على عنل صالح ) بنى لحم أكتافه — مما تنشره عنه تصرفات وأفعال وتحركات وأعمال ، وعن سلوكه الحاكم المتسلط ، وليعتبر هذا النقد الموضوعي الباني المثمر نذر سماء له ، حتى يرعوي مما هو فيه من تيه وضياع ولا إنتماء الى ما هو العمل الصالح …..
ولكن …. وآه من لكن الإستدراك والنقض والإنقلاب على الأعقاب ، لما تذكر لفظآ ونطقآ ، ولما تكتب توضيحآ وكشفآ ، وإفصاحآ ونقدآ ، فإنها الموجعة إلتهاب هيجان ألم يتسارع شكوآ الى القضاء ، عله تبرد الغلة وتستقر وتركد ، وتهدأ الأعصاب الملتهبة الهائجة فتكن ، وترتاح ، وتتفرفش ، وتتنشنش ، وتتنهنه ، وتهنأ ….. ، لكي يعود هو السوبرمان ، الذي لا يجرأ غيره الناقد الموضوعي ……. أن يكونه …… ؟؟؟ !!!
المسؤول السياسي الفاسد الحرامي اللص الناهب ديدنه — لما تحيطه إنتهاكاته للدستور والقوانين والتشريعات ، ولما تطوقه حلق مضيق خانق مظالم وظلامات الشعب العراقي المستضعف المنهوب ، المنتهكة حقوقه كلها ، والمستنزفة جميعها إستئثارآ ، ملكية حيازة مكيافيلية من جراء تصرفات بلطجة حاكم دكتاتور مجرم متسول صعلوك عميل تافه ناقم ، يدعي النزاهة والوطنية والأريحية السلوكية في أداء المسؤولية لما يحكم ويتصرف ، ولما ينتقم ويستأثر — أنه يسرع الى البكاء والتباكي كالطفل الرضيع ( البريء عما هو السياسي المسؤول الفاسد عليه من سلوك فاسد منحرف : ولكن مثال حصر لما هو مشاكلة ومطابقة حال تشبث ) لما يفصل عن ثدي أمه ، ويعزل عن حلمة ثديها الدارة حليبآ طيبآ طاهرآ نظيفآ نزيهآ نقيآ صفاءآ ، الذي هو مكمن ، ومنه رضاعته وغذائه …… ، والصراخ الفيسبوكي والبغيج الشاكي ، وهو الذي يتظلم تسقيطآ ، ويشتكي إتهامآ بالباطل ، ويذرف دموع التماسيح الغاشة السراب الكاذبة برهانآ ، ويسعى لها لهاثآ لعقة مناصرة علها تكون عروة براءة …… ، وما درى أن جيفة رائحته فد فاحت إنتشارآ واسعآ ، بحيث أزكمت الأنوف إستنشاق لفحات مال سحت حرام ساخنة الغليان نهبآ وإنتهابآ ، وأنها أدمعت العيون لما فيها من مادة الفلفل الهندي الحار مذاق تجربة تذوق وملامسة لسان لذة طعام فاسد ، عساها تكون له مقبلات وتشوق إقبال وفتح شهية لإلتهامها وإختزانها رصيد طعام في جوف معدته التي هي كالنار ….. ، كلما قيل لها هل شبعت ، فتجيب ، وهل من مزيد …. وجعلت ( أي رائحة جيفة فساده وإنحرافه ) عيون الشعب العراقي قاطبة ، تنزف شلالات دموع التألم والتأفف جريانآ يتساقط من علو تخلف أنهارآ ……
أعيد صحافة هذا …. أم أنه مصاب فاتحة وتأبين حال ميت …. جئت يا عيد ……
حسن المياح – البصرة .