بقلم: حسن المياح – البصرة ..
المافيا هي عصابة لصوص سارقون ، وجمعها مافيات ، ومفردها اللص الفرد السارق هو الصعلوك بالمفهوم الجاهلي للصعلكة ، والصعلوك في الجاهلية هو اللص الذي يغير لينهب ويسرق ، وربما يقتل ويجرم … ، كما هو السليك بن السلكة ، وعروة بن الورد ، وتأبط شر ، شعراء الجاهلية الفحول . ولو جزئنا لقلنا الحرامي ، ولو ركبنا لقلنا الحرامي الذي يسرق الآخر أشياءه . ولو جردنا لقلنا سارق ، ولو أعطينا المفهوم الكلي له لقلنا اللص الذي يسرق وينهب الآخر أي شيء من أشياءه بتوسل حيلة من أجل أن يحقق غرضه ، وهو السرقة والنهب ….. والعادة الغالبة الجارية أن اللص ( الحرامي ، والسارق ، والناهب …. ) هو الرجل …. وهذا لا يعني أن المرأة لا تكون لصآ ، وإنما كونها لصآ ، هو الندرة والصدفة سابقآ ، وأما الآن في الحال الحاضرة ، فإن المرأة اللص هي قلة ، وهذه القلة بدأت تكثر وتزداد ، لما لخصوبة البيئة (المهنة التي تمارسها ) من قوة دفع نمو وتكاثر ….. ولكن اللفظ الغالب للص هو الرجل الذي يمارس السطو والسرقة والنهب ……. ودين الله بما هو دين ، إطلاق لفظ ودلالة معنى ، هو ليس بحاجة الى رجال ؛ وإنما الذين يمارسونه فهمآ ووعيآ رساليآ هم العلماء الذين يعقلون أحكامه ، ويفقهونها ، ولذلك القرآن الكريم لما يتحدث عن ضرب الأمثال فيه من أجل وعيها وإدراكها ، فإنه يردفها بقوله ( وما يعقلها إلا العالمون ) ، كما في قوله تعالى :《 وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون 》، بمعنى الذي له فقاهة علم بفهم الأمثال والأحكام ، وهو الفقيه العالم ؛ ولم يقل رجل ( رجال ) الدين ….. وأما ما جاء من لفظ مصطلح《 رجال الدين 》فإنه مقولة كنسية مسيحية ، جاء بها الإكليروس الذين سميو ب { رجال الدين } من أجل غاية نفع ذات الإكليروسي الذي يحرف دين الله ( النصراني ) الذي أنزل على النبي عيسى بن مريم رسول الله عليه السلام …. وأخذ هذا الإصطلاح يتدوال بتوسع وإنتشار ، ولغاية تبشيرية صليبية في نقل التحريف الى دين الله الإسلام ، أخذ المبشرون بالديانة المسيحية — لما يتكلموا عن دين الإسلام تحريفآ ، وتشويه معالمه وأحكامه وتشريعاته — يطلقون على العالم الفقيه في الإسلام ، نعت ومصطلح رجل الدين ، أسوة بهم ، حتى يهيئوا الجو لهم للتحريف ، ويحذوا حذوهم في التغيير والتبديل ، والإحتيال والتدليس ، والتلبيس والتهويس ، بالإسلام ، مثلما فعل رجال الدين الكنسي المسيحي الإكليروس ، بدين النبي عيسى عليه السلام ……. لكن الإسلام كدين سماوي إلاهي قد حفظ كتابه القرآن الكريم من التغيير والتبديل بصيانة حفظ الله له ( إنا نحن نزلنا القرآن ، وإنا له لحافظون ) ، مع ملاحظة ( بلحاظ ) كثرة أدوات التوكيد في الآية القرآنية لترسيخ مفهوم دلالة الحفظ للقرآن الكريم الحكيم وصيانته من التحريف … ، وأن القرآن هو أساس الإسلام في عقيدته التوحيدية وتشريعاته وأحكامه ومفاهيمه وخلقه والسلوك الذي يجب أن يتبعه الإنسان المسلم المؤمن المتدين … وما يأتي التحريف والتغيير والتبديل والتدليس إلا من الإنسان المنحرف المغرض ، وهو ( رجل الدين ) بالمصطلح الكنسي المسيحي الغربي …. . وفي القرآن الكريم ، هو من طبع الله على قلبه ، أو جعل الله على قلبه أكنة ، وفي أذنيه وقرآ ، كما في قوله تعالى 《 إنا جعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه وفي آذانهم وقرآ 》 ، وقوله تعالى《 ذلك بأنهم آمنوا ثم كفروا فطبع على قلوبهم فهم لا يفقهون 》… وهؤلاء هم المغيرون المبدلون المحرفون الذين يتحولون الى مافيات ….ولنأخذ مصطلح《 رجل الدين 》لأنه اللفظ الصادق الذي يؤدي الغرض للإنسان الذي يتخذ من الدين غطاء ووليجة شرعية التصرف وحسن السلوك وعروة الثقة ، وهو المحرفه والراكب موجته توجيهآ مكيافيليآ يخدم ذاته على حساب الدين ، وخصوصآ لما تكون البيئة خصبة فيها فرصة نماء ثروة سحت حرام ، كما هو في حقل { السياسة } التي تثري السياسي بصورة سريعة لما يتقن فن إحترافها مكيافيليآ …. . فإن رجال الدين هؤلاء الذين يلوثون الدين بعبث فساد السياسة لما يتخذون من المنصب فيها ، مشروع كسب ثروة سحت حرام ( مثل محاصصة وإستحقاق ، فرديآ كان أو مكوناتيآ ) ، فإنهم هم المافيا ( العصابة التي تسرق وتنهب ) بغطاء إطار الدين ، ولذلك نحن نسميهم ب《 مافيات الأديان 》، أو قل على الفرد اللص الواحد منهم ، إن صح التعبير ،《 مافيوي الدين 》، لأنهم يسرقون بإسم الدين ، ولا تتحدد السرقة فقط بالمال السحت الحرام ؛ وإنما تشمل أشياء الناس ( الشعب العراقي ، والمواطنين العراقيين ) حقوقهم المتعددة المادية منها والمعنوية ، من مثل المال ، والمنصب ، والحق ، والوظيفة ، والدرجة ، والمقام ، والإحترام ، وما الى ذلك من حقوق وإمتلاكات … وهناك مافيات متعددة الألوان والتوجهات ، من مثل العلمانية ، والليبرالية ، والمدنية ، والى ما شاكلها من ألفاظ براقة جاذبة تشير الى آيدلوجيات يفرزها الذهن البشري لتحقيق مكيافيليته النفعية الفردية والحزبية …..ولم أر مجالآ ، أو حقلآ ، أو بيئة ، أخصب من السياسة ، لما يمارسها الذي يتأطر بالدين ( أو بالعلمانية ، أو بالليبرالية ، أو بالمدنية ، …. ) ، لما يغير صولة لصوصية صعلكة جاهلية ، ويسرق وينهب ثروات الشعب العراقي ، بإصطناع مصطلحات سياسية مجرمة لعينة فاسدة مزيفة خادعة غاشة غادرة ، لكي تضفي ( بنظره الفاسد المنحرف المجرم الموبوء ) شرعية شيطانية إبليسية مفتعلة كاذبة مدلسة على سلوكه وتعامله وتفننه الممارس ، وأنه المجاهر بها فخرآ وعزآ وكرامة ، على أساس أنها إستحقاق ، وحصة ، كما يعبرون عنها ، سواء كانت للفرد السياسي ، أو للمكون الديني أو المذهبي أو القومي أو الجغرافي ، أو ما شاكل من تعبيرات التجزئة والفرقة والتبعثر ، والتقسيم والإنطواء على الجزء والتقوقع على الذات المتكلسة السابتة الرافضة لإنفتاح التعامل الإجتماعي العام الذي يشمل أفراد الشعب العراقي من شيعة وسنة ، وعرب وكرد وتركمان وآيزيديين ووو ، ومسلم ومسيحي ….. فالسياسي ينهب بإسم المكون الشيعي ، والمكون السني ، والمكون الكردي ، والمكون الأقلية من تركماني ومسيحي وآيزيدي ، وما الى ذلك من مكونات شيطانية يستثمرها العدو مهما كانت صفته ، من مثل إحتلال ، وإستعمار ، وصليبية ، وصهيونية ، وماسونية ، ومدنية حضارية متقدمة متميعة متطورة منفلتة ، وما الى ذلك من تشكيلات عدوانية مجرمة حاقدة هادمة …. فهؤلاء الذين يتسترون بالدين ( والآيدلوجيات ، والموضات ، والتقليعات ، والأزياء ، التحزبية البراقة الوامضة الجاذبة …. وووو … ) على أنهم رجاله ( ورجالها ) ، ويخوضوا المعترك السياسي بوجوداتهم الإنتمائية للدين ، ( ولها ) ، الكاذبة الغاشة الخادعة المحرفة …. هم المافيات ، والعصابات اللصوصية المتصعلكة السارقة الناهبة …. وهذا ما يشاهده المواطن العراقي في الحال الحاضرة ، منذ عام ٢٠٠٣م ، وبتوالي الحكومات * الديمقراطية * المشكلة ، من مثل هذه المافيات اللصوصية المجرمة ، التي تنهب ثرواته وحقوقه وتبخسه أشياءه كلها … وهو المستضعف المحروم الذي ظلم ، لما مكنهم الإحتلال الأميركي البريطاني الصهيوني الماسوني ، أن يكونوا سياسيين يحكمون العراق ، عملاء إستعباد لهم ، ليمرروا أجندات سيدهم المحتل الغاصب ، الذي له حصة الأسد * إستحقاقآ * ، ولهم الفتات المتساقط صدقات * محاصصة *…. ؟؟؟