بقلم: كاظم فنجان الحمامي ..
احيانا تكون تحت أقدامك وفي متناول يدك كنوز الأرض كلها، لكنها لم ولن تسهم في تحسن احوالك المعيشية المتدهورة، فالكنوز والثروات المعدنية التي ورثها العراق لا تُعد ولا تُحصى، ولا مجال لذكرها واستعراضها بالأرقام والكميات والمكونات، لكنها كانت تحت تصرف غيرنا، هو الذي استحوذ عليها، وهو الذي صادرها، وما أكثر البلدان التي عاش سكانها تحت خط الفقر على الرغم من امتلاكهم لكنوز الذهب والماس والفضة والمعادن الثقيلة. .في أوغندا (مثلا) اكتشفوا منجماً واحداً فقط يحتوي على 31 مليون طن من الذهب الخام، لكن شركة صينية تدعى Wagagai Mining هل التي ستقوم بمهمة بناء معامل للتعدين هناك اعتبارا من هذا العام 2022. بينما يعيش نحو 43 بالمئة من الشعب الأوغندي تحت خط الفقر. وهو ما يزيد الضغوط على الحكومة الأوغندية التي تواجه انتقادات تتهمها بالفساد والفشل في تحسين الاقتصاد طيلة العقود الثلاثة الماضية على الرغم من امتلاكها لجبال الذهب الخام. .وتحدثت الانباء عن اكتشاف جبل آخر من الذهب في الكونغو، يستخرجون منه 3000 طناً مترياً كل عام. وفي الكونغو مناجم للقصدير والكولتان والنحاس والمعادن الثمينة التي تقدر قيمتها بـ 24 تريليون دولار. وعلى الرغم من ذلك فإن شعب الكونغو هو أكثر شعوب العالم فقراً وبؤساً وتخلفاً. .وتزخر جزيرة مدغشقر باغنى كنوز الياقوت الأزرق في كوكب الأرض، لكن فرنسا هي التي تستحوذ عليه، وهي التي تتحكم به، بينما بلغ مستوى الفقر في مدغشقر 78%. .وربما تبدو النيجر بلدا للتناقضات، فبينما يصارع شعبها مشاق الحياة، نجدها تمتلك ثروات طبيعية هائلة. فيورانيوم النيجر يمد فرنسا بـ 35 % من احتياجاتها من الطاقة النووية، وهي تمثل 75 % من الطاقة الكهربائية الفرنسية. بينما يعاني الشعب النيجيري من الفقر المزمن. .وفي العراق جاء تسلسلنا في طليعة البلدان إحراقاً للغاز الطبيعي، حيث أحرقنا عام 2016 ما مجموعه 17.73 مليار متر مكعب من الغاز، ثم ارتفع ذلك عام 2019 ليصل إلى 17.91 مليار متر مكعب. بينما نستورد الغاز نفسه من دول الجوار. آخذين بعين الاعتبار ان كمية الغاز التي يحرقها العراق يومياً تكفي لإمداد ما لا يقل عن 3 ملايين منزل بالطاقة الكهربائية، التي عجزت وزارة الكهرباء عن معالجة مشاكلها حتى الآن. .