بقلم : أياد السماوي …
قبل شهر وتحديدا في يوم 14 / 06 / 2022 كتبت مقالا تحت عنوان ( الانفجار العظيم ) , قلت فيه ( قد يظن البعض أنّ انسحاب الكتلة الصدرية من العملية السياسية وتقديم نوابهم استقالاتهم من شأنه أن يفتح الطريق أمام قوى الإطار التنسيقي بتشكيل الحكومة حسب أهواء ورغبات قوى الإطار انطلاقا من المثل الشعبي ( ظل البيت لمطيرة وطارت بيه فرد طيرة ) .. لكنّ المتابع للأحداث بتجرّد , يرى بأم عينيه فوهة البركان المجتمعي الذي سينفجر بأيّ لحظة ما لم يتدارك الإطاريون نار وحمم هذا البركان الذي بات يهدد بثورته .. ولا سبيل لتدارك هذا الانفجار العظيم إلا بتشكيل حكومة نزيهة وقوية ومخلصة لهذا الوطن ولهذا الشعب , تعيد للشعب ثقته بالنظام السياسي القائم , حكومة مختلفة عن كلّ الحكومات السابقة تتكوّن من وجوه جديدة غير الوجوه الكالحة التي اعتلت المشهد السياسي في البلد منذ سقوط النظام الديكتاتوري وحتى هذه اللحظة , فبغير هذه الحكومة فليتهيأ أخوتي قادة الإطار للمصير الذي لقيه المرحومين نوري السعيد وعبد الإله صبيحة الرابع عشر من تموز عام 1958 ) ..
المقال المشار إليه أعلاه كنّا قد كتبناه بعد يومين من قبول استقالات نواب الكتلة الصدرية من قبل رئيس مجلس النواب , وبعد إحدى عشر يوما من قبول استقالات النواب الصدريين وتحديدا في 23 / 06 / 2022 , نجح الإطاريون في عقد جلسة استثنائية لمجلس النواب لأداء اليمين الدستورية للنواب البدلاء , حيث أدّى (64) نائبا جديدا اليمين الدستورية وبهذا فقد تمّ قطع الطريق بشكل نهائي على عودة الصدريين لمجلس النواب , وبعد أداء اليمين الدستورية للنواب الجدد وتحوّل الإطار التنسيقي إلى الكتلة الأكثر عددا في مجلس النواب , تنّفس زرازير الإطار التنسيقي الصعداء وتوّهموا أنّهم بانسحاب الكتلة الصدرية من مجلس النواب قد خلت الأجواء لهم وبات كلّ زرزور فيهم يرى في نفسه أنّه قد أصبح صقرا , ظانا أنّ الأموال التي سرقها هو وعصابته عندما آلت الوزارة الفلانية لهم والتي اشترى بها ذمم بعض النواب المستقلين الجدد , ستجعل منه قائدا يحسب له الحساب ويستطيع أن يفرض إرادته في التصويت على اختيار المرشّح لرئاسة مجلس الوزراء ..
حديثي هذا اليوم ليس موّجها لهؤلاء الزرازير , بل للقادة الكبار في الإطار التنسيقي ( نوري المالكي .. هادي العامري .. قيس الخزعلي .. فالح الفياض .. عمار الحكيم ) , واقول لهم يا سادتي الأفاضل .. أرجوا أن تكونوا قد استوعبتم الدرس من طوفان صلاة الجمعة لهذا اليوم , فالذي استطاع أن يحشّد هذا الطوفان البشري , قادر على سحقكم والإطاحة بكم بأي وقت , ما لم تسحبوا البساط من تحت أرجله , وسحب البساط له طريق واحد لا غيره , وهو حكومة نزيهة وقوية ومخلصة لهذا الوطن ولهذا الشعب , تعيد للشعب ثقته بالنظام السياسي القائم , حكومة مختلفة عن كلّ الحكومات السابقة , حكومة من الشعب وإلى الشعب , حكومة ترفع عن الناس كاهل الفقر والجوع والتخلّف والبطالة , حكومة لتقديم الخدمات وليست لتقاسم الكعكة , حكومة توقف الفساد والنهب المنّظم للمال العام وتضع حدا لظاهرة بيع الوزارات والمناصب في بورصات الفساد في بغداد وعمّان ودبي .. ونصيحتي الأخيرة لكم هي .. أن تقلعوا عن طموحاتكم الشخصيّة وطموحات من يحيط بكم , وتدركوا مخاطر ما يحيط بكم وما يخطط لكم ولبلدكم , وتستوعبوا أنّ الزعامة الحقيقة هي في خدمة مصالح الشعب وليست في اعتلاء رئاسة مجلس الوزراء , اختاروا الأصلح والأنزه والأكثر خبرة في الإدارة من بينكم , واعطوه الحريّة المطلقة في اختيار كابينته الوزارة ليكون هو تحديدا المسؤول الأول والأخير عن كلّ وزير سيأتي به .. فوالله ثمّ والله بغير هذا ستسحقون جميعا ويغرق البلد في الفوضى .. فهل استوعبتم الدرس ؟؟؟
أياد السماوي
في 15 / 06 / 2022