بقلم: كاظم فنجان الحمامي …
لم أكن اتوقع أن تصل السذاجة ببعضهم إلى المقارنة والمفاضلة بين أصحاب الإمام علي في القرن الهجري الأول، وبين بعض رؤساء الكيانات السياسية في العراق ؟. ولم أكن اتوقع ان يتغاضى رجال الدين والسياسة عن هذه السذاجة، ويسمحوا بهذا النوع من التهريج الذي لم يحدث منذ فجر الاسلام ؟!؟. .
والاغرب من ذلك كله ان هذه المقارنات انبعثت الآن من كيانات سياسية شيعية، وتداولتها الفضائيات ومنصات التواصل، بل ظهر فيها أحدهم مستعرضاً وجهة نظره في المفاضلة بين اتباع كتلته، وبين محبي أمير المؤمنين، متجاهلاً قول رسول الله (ص): ((من أراد أن ينظر الى إسرافيل في هيبته، والى ميكائيل في رتبته، والى جبرائيل في جلالته، والى آدم في علمه، والى نوح في خشيته، والى إبراهيم في خلته، والى يعقوب في حزنه، والى يوسف في جماله، والى موسى في مناجاته، والى أيوب في صبره، والى يحيى في زهده، والى عيسى في عبادته، والى يونس في ورعه، والى محمد في حسبه وخلقه، فلينظر الى علي فإن فيه تسعين خصلة من خصال الأنبياء جمعها الله فيه ولم يجمعها أحد غيره)). .
وقال رسول الله: (علي مع القرآن والقرآن مع علي)، وقال: (علي مع الحق والحق مع علي). .
فهل جفت معايير المفاضلة، ونضبت مقاييسها، لتستهدف سيد البلغاء بأصحابه من دون بقية البشر ؟. وهل يوجد شخص الآن يحمل ذرة واحدة من الفضائل التي حملها علي بن أبي طالب منذ ولادته في الكعبة المشرفة وحتى استشهاده في المحراب ؟. .
لا أدري متى يخجل هؤلاء من أنفسهم أمام عظمة الأمام علي ؟. فمن هوان الدنيا وظلمها وجرأتها أن يقارن هؤلاء أنفسهم بعلي بن أبي طالب، وهو الحق الزاهر، والإيمان الطاهر، وضربته يوم الخندق تعادل عبادة الجن والأنس من خلق الله السماوات والأرض الى يوم القيامة. .
لقد تفرَّد عليه السلام بخصائص تستحقّ أن تُفرد لها مجلدات لعظمتها وكثرتها. ولقد جرىٰ بعضها قبل عهود التصنيف علىٰ ألسنة الصحابة لم تجرِ بحقِّ غيره، فمنهم من ذكر جملة منها تذكيراً بحقِّه، وإنكاراً علىٰ أُناس جهلوه أو تجاهلوه، ومنهم من ذكر له خصالاً يتمنّىٰ لو كانت له واحدة منها. .
لا اريد ان أطيل لكنني أحببت ان اعبري عن حزني وألمي وأسفي، واختتم مقالتي بهذه الابيات من روائع الشيخ الوائلي رحمه الله:-
أأبا الحسين وتلك أروع كنيةٍ
وكلاكما بالرائعات قمين
ستظل تحسبك الكواكب كوكباً
ويهز سمع الدهر منك رنين
وتعيش من بعد الخلود دلالةً
في أن ما تهوى السماء يكون