بقلم : قاسم الكفائي ..
عقودٌ مضت كنتُ خلالها أدافعُ عن سمعة الجمهورية الإسلامية في إيران دون أجرٍ يُذكر ولا جاهٍ غير قضاء أكثر من سنة ونصف السنة تقريبا في أكبر سجونها(أرشيف الموقع). وكان أخطرها عام 1988حين قررت وزارة الإطلاعات تسليمي الى مخابرات صدام عبر الحدود البرية وعلى طريقتهم لأن العلاقة الإستخبارية والتفاهمات السرية لم تنقطع إبان معركة (قادسية صدام) بين بغداد وطهران. الجمهورية الإسلامية سرقت مني كلَّ شيء وتهاوى كلُّ شيء فلا يظن أحدا أني من المُطبلين، لكن قول الحق صدقة، والصدقة تدفع البلاء، والبخيل مَن أخفى هذه الحقيقة بدوافع إرضاء شهواته وإيذاء الآخرين. موقفي هذا مبرَّرٌ ومقتنع به له علاقة بحرصي الكبير أنا العراقي العربي بمستقبل محور المقاومة المتعلق بالقضية الفلسطينية – الحديث طويل-. عدى ذلك فإن موقفي مما يجري من دمارٍ على ساحتنا من أحداث كنتُ أشك أن لإيران إصبعا فيها، ثم زادت شكوكي حين تجاوزَت أيدي الحاكمين ما بعد 2003 بنهب ثروات العراق، وتخلفه، وتفقير شعبه حتى صرنا أضحوكة الأمم والحكومات بخيرهم وشرهم، عدوهم وصديقهم، وصاروا هم أداةً في فضح الدين والمذهب وتشظي أحلامنا الوردية التي حلمناها بعد سقوط الطاغية صدام حسين. هؤلاء اللصوص هم مُجَرَبون بما كتبه تاريخُهم عن حديث المنابر ومكبرات الصوت في المجالس الحسينية أيام (الإفلاس) بإسلوبهم الناعم مخلوطا بالفلسفة وشيء من التفاسير أيام معارضتهم لنظام صدام. كل كلامهم كان معسولا يوحي للسامع والقارىء أنهم تحفة سياسية ووطنية نادرة تبعث على إقامة حكم الله على الأرض (مقالتي، الدولة الكريمة – الإرشيف). لكن الذي جرى على العراق وأهله بعد تسلطهم على سيادة الدولة أظهر خلاف ما عرفناه عنهم بزيفهم الديني والوطني حين دمروا العراق بجهلهم في إدارة الحكم، وجشعِهم في سرقة المال العام وسيدمرون أنفسَهم عاجلا. دَور إيران بتدمير العراق وتفقيره وتخلفه كبيرٌ جدا (مقالتي بحلقات -الغباء الأمني والسياسي الإيراني في العراق)، لكن حسابات المؤسسات الأمنية الإيرانية بتحميل الشعب العراقي تبعات – قادسية صدام – وأخذ الثأر منّا فاشلة بامتياز وستقع في بئرها الذي حفرته بيدها للعراق ما بعد سقوط الطاغية صدام والأيام القادمة ستكون خير شاهد. يبقى أمرٌ ذا أهمية وكان دافعا في وقفتي هذه مع السيد علي فاضل فأدعوه – لقولِ صِدقٍ – حتى يكون مؤثرا في نقله للوقائع، وتكون لنا الرغبة بمتابعة ِمجهودِه الذي يقدمُه لنا مشكورا. قول صدق أعني به إعلان ما ينسجم مع الحقيقة ويلازمها مرتكزا على قواعد المنطق العام من جهة والوقائع التي تشهدها الساحة العراقية من جهة أخرى فتكون المهنية الإعلامية ذا مصداقية عندما تتشبث بهذين المعنَيَين. فمثلا يتهم السيد علي فاضل رئيس الوزراء السابق نوري كامل المالكي باللصوصية وتدمير العراق شعبا ودولة وثروات، هو إتهام مقبول أو قابل للنقاش، لكن لا ننسى المحيطين بالمالكي والمقربين من أصدقائه السياسيين والخاصِّين كيف يستعملونه أداة لإبتزاز المال العام وسرقته من تحت عبائته (يكد أبو جزمه وياكل أبو كلاش). أما عن خُلقه وتربيته وثقافته فيتسامى عن الكثير من أقرانه السياسيين، تبقى المسؤولية القانونية بالتأكيد هو يتحملها وليست (اللكامه). ثم يمضي بحلقاته فيرمي مجموعة عصافير بحجر واحد حين يمس قوات الحشد الشعبي، وحزب الله اللبناني، وقائد المقاومة السيد حسن نصر الله بسوء بطريقة مدبرة تفضحها المفردات المضافة (حَشوه)التي يطرحها. ثم تزداد سوءً حين يشير باتهام سماحة المرجع السيد علي خامنئي بالشذوذ، حلقة-15- المنطقة الخضراء. ليس من المقبول ولا المعقول مناقشة هذه التهمة سوى الرد عليها أنها صادرة من مؤسسةٍ مخابراتيةٍ دولية كما أفهم أدبيات هذه المؤسسات وأنا واحدٌ من ضحاياها. لم أكن من مقلدي السيد الخامنئي يوما ولن أكون، لكنني ضحية قول الحقيقة في كل حياتي -كما أشرتُ سلفا. أما الأشد والأعظم من كل ما ورد من تُهَمٍ في حلقات الإعلامي علي فاضل هو إتهامه الإيرانيين بتفجير ضريحي الإمامين العسكرييّن -ع- في سامراء ( نطق العسكرَين خطأً). هذا الإتهام غير مقبول يفندهُ التاريخ الفارسي ومدى إرتباطه المتجذر بأهل البيت والمذهب. نتمنى أن لا ترد في حلقات -المنطقة الخضراء- سوى الحقيقة وليس الضغينة لنبقى متمسكين باسترجاع الأموال المسروقة وصيانة بلدنا بعيدا عن الإتهامات التي لا تسمح لعقولنا قبولها، ونتمسك بملاحقة اللصوص (أذرع إيران وأدواتها كما يسميهم)، لأن معاقبة الفاسدين أينما فروا واجبا وطنيا وأخلاقيا.
قاسم محمد الكفائي/ كندا twitter…@QasimM1958